الاثنين، 25 أغسطس 2014

سؤال و جواب (٣): أريد أن أسافر و لكن ..

س: طيب هو أنا كبنت أبحث و أتمنى الارتباط بشاب طموح و نسافر نطلب العلم .. أو حتى أعينه .. لكن ألاقيه فين؟ج: طيب يعنى في شباب كثير لكن سيادتك عندك تحديات


س: تحديات زي ايه؟ج: عشان أكون واقعي لازم تعملي حسابك تكوني من محبي المغامرة و المخاطرة


س: ممكن توضح؟ج: أولا تركزي على طموح الأسرة و تهتمي بتحقيقه سوياثانيا تنسي الشكليات و مواطن الفخر التي تتباهى بها العائلات مثل قيمة الشبكة و المهر و كل دهثالثا بلاش موضوع الشقة يقف عائق طالما لسه أمامكم سنوات في الغربةرابعا تحاولي تقنعي الأهل بأن أهم شئ عندك مشاركة الطموح و أن قيمة المكافحة لتحقيق مستقبل أفضل لا تقاس بإمكاناتكم في سن الشباب و لكن بطموحكم و إنجازاتكمخامسا لو لم يتقدم لك أحد حاولي تقنعي أهلك أو أصدقائك بالتوسط مع من تتوسمين فيه خيرا


س: طيب أنا موافقة على كله و عندي استعداد اغترب و نكافح سويا .. إنما "خامسا" دي صعبة .. كرامتي لا تسمح .. أعمل ايه؟ج: تأكدي أن من في ظروفك بالمئات و الآلاف لكن أنتم محتاجين تتشجعوا و تبدعوا و تخرجوا بره التقاليد الهلامية طالما لا تخالفون شرعا


س: بمعنى؟ج: يعني مثلا مش أم المؤمنين خديجة هي من بادرت بالطلب


س: صحيح لكن ...ج: لكن ايه؟ حضرتك أقل منها بكثير .. يعني مفيش قصة الكرامة دي .. دي حجة هلامية من صناعة مجتمع تخلف عن جوهر الحياة .. و بعدين عندكم مواقع التواصل و الجامعات و غيرها .. ممكن تفكري مع زميلاتك في كيفية مناسبة لعرض الموضوع لكن أهم شئ يكون الأهل في الصورة


س: طيب يعني كده نكسر بسهولة حواجز المجتمع؟ و كلام الناس؟ج: كلام الناس لا بيقدم و لا يأخر 
و بعدين نحن لا نكسر الحواجز بل بالعكس نفتح الأبواب


س: طيب هو مش من حقي أحب قبل الجواز؟ج: طيب سأعتبر نفسي لم أسمع السؤال .. اللي بعده


س: طيب أعرف منين إننا سنحب بعض بعد الجواز؟ج: أولا في قعدة عائلية ثم قبول ثم خطبة تتبادلوا فيها الأفكار و الآراء و الاحترام و تتعرفوا على مواطن القوة و الضعف .. و لو هناك توازن و نية صادقة في بناء أسرة و مجتمع صالح ربنا سيغرس الحب و الكلام الطيب فيكما غرسا


س: بس الكلام ده مش في الأفلام؟ج: يعني أنا لو اتفرجت على فيلم رعب أو ساسبنس هطلع ألاقي الناس كلها زومبي أو البوليس بيطارد عصابة القناع الأسود .. محدش بوظنا غير الإعلام الهابط ده


س: هابط ايه بس ... الحب و الرومانسية قبل الزواج يا عم الحج ..ج: طيب ادخلي على السؤال اللي بعده عشان هيجي لي هبوط من العك ده


س: طيب معندكش عريس؟ج: عندي بس ملهمش في الأفلام


س: يا سيدي انت صدقت .. أنا عاقلة و رزينة .. مش باين و لا ايه؟ج: طيب سكتك خضرا و ابقي فوتي عليا الأسبوع الجاي

سؤال و جواب (٢): أريد أن أسافر و لكن ..

س: طيب أنت عجبك موضوع إن البنت تسافر لوحدها تدرس؟ج: لا طبعا


س: طيب اشمعنا الولد؟ج: من قال إني عاجبني .. لا طبعا برضه


س: طيب يعني اللي عايز يسافر يعمل ايه؟ج: يتزوج


س: من فين و كيف؟ج: أعتقد أي حد طلع منحة يقدر يصرف على شريك


س: لكن المرتب قليل جداً من المنحة؟ج: و ماله .. يعيشوا على قدهم .. هو في أحلى من الكفاح و الاعتماد على النفس


س: لكن تفتكر الأهالي يوافقوا؟ج: يا سيدي أنت و شطارتك .. يعني خلي عندك طموح و بساطة و ستجد شريك كويس


س: طيب و الشقة .. مفيش!ج: ما أنتم هتسكنوا بره .. عايزين شقة ليه و عفش .. و أبقى قضيها مع أهلك في الأجازة شوية و مع أهل الشريك شوية .. أو أجر حاجة في أسبوعين الأجازة .. ده لو نزلت


س: طيب و المهر و الشبكة؟ج: حاجة بسيطة و بعدين لما ربنا يسهل أبقى اكرمها .. و بعدين هم لما يشوفوا عندك طموح أكيد ربنا سيكرم


س: طيب أنا دورت و ملقيتش؟ج: ما هو سيادتك اللي مش عارف تدور .. 


س: طيب عندك حل ؟ج: بصراحة مش قوي لكن فعلا يهمني نشوف حاجة للمهتمين بالتعليم و العلم و طريقة تربط بينهم بدون خلل أو إحراج .. لو عندك فكرة قل لي


س: ايه رأيك نعمل موقع؟ج: مش عارف .. مش مقتنع .. و بعدين الموقع ده كيف تعرف منه أهل الشريك


س: و الأهل مهمين ليه؟ج: مهمين طبعا .. مش زرعوا و حضرتك ستحصد تعبهم في التربية .. على الأقل اسأل عنهم


س: بس أنا أهم شئ عندي الشريك؟ج: لا أختلف معك .. لكن لو الموقع وضعنا عليه معلومات الأهل و حصل الأب أو الأم على تنبيه "notification" إن في حد مهتم يزورهم يبقى الموضوع فيه رقابة معقولة


س: ايه ده .. مش ده كده يبقى زواج صالونات؟ج: لا كده زواج مواقع  .. أما انت اقرع و نزهي صحيح .. الحق عليا أني عايز أساعدك


س: طيب خلاص خلاص .. طيب أنا هفكر أكثر في ازاي نعمل شبكة علاقات مبنية على طموح مشترك و ارجع أسألك .. تمام؟ج: ماشي .. سكتك خضرا 

سؤال و جواب (١): طلب العلم في الخارج

س: لماذا تهتمون بدفع الشباب للتعليم خارج مصر؟ج: لأن المستقبل للتعليم


س: طيب ما تصلحوا التعليم أحسن في الداخل؟ج: إصلاح التعليم قرار سياسي يتطلب الإخلاص و الصدق و تعيين كفاءات و تنظيم قوانين و أن يكون أولوية دولة


س: طيب في هذه الحالة أنتم تجرفون الكفاءات؟ج: بالعكس نحن نزيد عدد الكفاءات التي ممكن تخدم بلدها


س: كيف؟ج: لو افترضنا إن ١٠٠ شخص سافر للتعليم كم منهم يرجع .. ٤٠ مثلا؟ .. يعني لو سافر ١٠٠٠ سيكون عندك ٤٠٠ ... فكر في حال ال ٤٠٠ لو سافروا و حصلوا على تعليم متميز مقارنة ببقائهم و ستفهم قصدي


س: طيب ريحني و قل لي لماذا المستقبل للتعليم؟ج: لن أجيب مباشرة و لكن ما هو أغنى المناطق التكنولوجية في العالم ..وادي السيليكون ... سلني كيف كان و كيف بدأ.


س: كيف كان و كيف بدأ؟ج: كان مزارع للخوخ و البيري ... و كانت كل الشركات الضخمة في الساحل الشرقي ..و بدأ بأن هاجر شوكلي مخترع الترانزيستور و الحاصل على نوبل في الفيزياء إلى الساحل الغربي حيث عاشت والدته و بدأ يصنع قائمة ببضعة شباب ما دون الثلاثين من الفيزيائيين و المهندسين لينضموا له و يبدؤا شركة و بالفعل انضموا و من حينها بدأ إبداع آخر لا تحكمه قوانين الساحل الشرقي .. إبداع تكنولوجي و آخر إداري


س: و ما دور التعليم هنا؟ج: اقرأ سير الثمانية شباب و هم ما دون الثلاثين و ستجد أنهم حصلوا على تعليمهم في أرقى الجامعات: ستانفورد - إم آي تي - كال تيك - جونز هوبكينز و غيرهم


س: يعني أطلع اتعلم بره مهما كان تخصصي؟ج: أي نعم


س: طيب حتى لو أنا غير مهتم بالمسار الأكاديمي؟ج: أي نعم


س: طيب نفترض أنا نفسي أعمل شركتي؟ج: نفس الشئ .. اطلع و حصل علم لأن أحيانا نحن لا نعرف ما لا نعرفه .. و هناك ستفتح أفقك .. و أنصحك عموما نستغل الجامعة و علاقاتها بالصناعة في فهم أكثر عن الشركات و تحويل الأفكار لبزنس ... و يا سلام لو حاولت تشتغل في شركة كبيرة حتى تفهم أكثر كيف يعملون .. الموضوع ليس مجرد فكرة .. هناك إدارة و علوم و مهارات أخر مطلوبة مثل الابتكار و التخطيط و فهم السوق و خلق سوق جديدة و هكذا ... و ليس الأمر بالسذاجة التي يعرض بها في بلادنا


س: طيب أرجع بلدي متى؟ج: متى عرفت ماذا تريد أن تعمل و لماذا و كيف


س: طيب لو استقررت في الخارج هل يمكنني خدمة البلد؟ج: كل شئ ممكن .. الأولى الداخل ما توافرت الظروف .. لكن أعتقد هناك من يغفل عن قيمة الجاليات و اللوبيات التي في الغالب نفشل في عملها في الخارج لأسباب و أمراض عديدة أتينا بها من بلادنا .. المهم حاول تجمع ناس و تشتغلوا على قضية تخدموا بها هدفكم .. مطلوب فقط بعض التفكير و الابتكار


س: يعني عندك أمل؟ج: الحمد لله .. في واحد ممن تعلموا و تميزوا سيجمع في يوم من الأيام فريق من الشباب المتعلمين و المتميزين و يرجعوا لبلادهم و ينموا فيها صناعات مبتكرة بفرض إن ساعتها الحكومة سمحت لهم بالتسهيلات أكثر من الغباء و الرقابة على الضعفاء .. و هي رحلة قصيرة يا صديقي فجرب فيها ما يستحق و اعقد النية و توكل على الله .. لعله خير 

الأحد، 10 أغسطس 2014

قصة كيان (٣): عن العمل الجماعي كقيمة جوهرية ....

هذه سلسلة من وحي الخيال ... أشخاص و أماكن و تواريخ و بلاد كلها مستوحاة من الأحلام ... و لكني أهدف من خلالها أن أدرس الأسباب التي تجعل الحلم حقيقة

لقراءة الأجزاء السابقة:

الجزء الثالث: عن العمل الجماعي كقيمة جوهرية

ثم صعدت شذى و سالي ليتحدثا في وسط هذا الجمع الرائع عن تلك القيمة التي كانت غائبة ... ما هي يا ترى تلك القيمة؟

شذى الآن تستعد للحديث ...

"السلام عليكم ضيوفنا و مساهمينا الكرام ... سأتحدث لكم عن قيمة جوهرية اتفقنا أن نبدأ بها .. إنها العمل الجماعي نحو هدف محدد و بإنكار تام للذات .. و مع العمل الجماعي تأتي باقة من ورود الصفات تهدف إلى أن تكون منظومتنا و مؤسستنا قدوة لمن يهتم بالعلم و التعلم حول العالم.

العمل الجماعي يا سادة يقتضي الاحترام المتبادل لأعضاء الفريق كبيرا و صغيرا, خبيرا و مبتدءا و كل ما تقتضيه تعددية الأفراد المشاركين في الصرح الذي وددنا بناءه و غرسناه سويا.

نعم كانت تحدث مشاكل و صعاب - فالعمل الجماعي ليست بالمهارة و العادة الهينة - و لكن إنكار الذات و الإصرار على واجهة المجموع قبل الفرد كانا كفيلين بهدم أي مشاحنات و خلافات قد تحدث بين الحين و الأخرى.

كما أن حزمنا مع أنفسنا في أن تكون فائدة المجتمع دافعا لنا كفريق كانت تسهل علينا تبادل القيادة في كثير من المواقف دونما حساسيات. هذه الأمر في غاية النبل في حد ذاته ... فما أن تحدث ظروف لأحدنا كان من تلقاء نفسه يبحث عن الأكفأ و يوليه قيادة الفريق .. و ما أن تتناسب الظروف يرجع ذلك القائد السابق عضوا في الفريق و يترك من أولاه مكانه طالما أثبت كفاءة

تعلمنا في ذلك الكيان أن الفرد لابد أن يكون عضوا جيدا و جنديا مميزا قبل أن يتحمل مسؤولية قيادة الفريق. و تعلمنا أن نتحمل أحيانا ما نظنه قسوة من بعض القادة. ذلك لأنني كما ذكرت كان همنا أن ننفع المجتمع و العالم بكفاءة عالية ... و كانت النتائج دائما تسرنا .. و هذا أكبر دافع يجعلنا ننسى كل تعب و إرهاق.

و لم يقتصر العمل الجماعي على فريق بعينه .. فقد كنا نساعد بعضنا طالما سمحت الظروف في أي عجز بالفرق الأخرى .. و هذه كانت متعة خاصة بالنسبة لي في عمل علاقات ساعدتني فيما بعد في مستقبلي بشكل ما كنت أتخيله .. أحبكم يا من صنعتم نماء .. "


هنا بدأت شذى تتأثر ثم التقطت نفسا عميقا "و الآن أترك المجال لسالي لتتحدث عن تحديات أخرى بخصوص العمل الجماعي"

و شرعت سالي في الحديث:
"أهلا و مرحبا بكم ... لم أصدق نفسي حينما عرفت أني سألتقي بكل إخوتي و أحبتي الذين بدأت معهم منذ عملت معهم في أول عامين من عمر كيان .. سعيدة للغاية بهذا اللقاء الذي لا يوصف

العمل الجماعي تحد كبير كما ذكرت شذى .. و كان يزيده صعوبة و تحديا هو أننا بدأنا التعامل عبر الإنترنت و كانت وسائل اتصالنا و لقاءاتنا كلها عبر الإنترنت .. و لم يكن هذا تحديا فقط بسبب أنه كان جديدا على معظمنا .. و لكننا كنا نريد مع ذلك أن نكون قدوة لمؤسسات علمية كبيرة و نتفوق في أداءنا بإحسان و إتقان شديدين.

الصعوبة الأخرى أمام العمل الجماعي كانت في تذبذب الإنترنت و الكهرباء في بلدنا و التي كنا فيها مجموعة لا بأس بها من المتطوعين .. لكن حماسنا للرؤية و الهدف كان كفيلا بهدم الصعوبات .. و كان يشحننا إيماننا الشديد و توكلنا على الله و أخذنا بالأسباب

طبعا لم يكن الوضع مثاليا كما يعتقد بعض من رأى الناتج النهائي لعملنا .. كانت هناك الكثير من المحاولات الفاشلة في عملنا و بعض الدروس الأليمة و الإحباطات المتكررة .. لكن كان هناك إصرار عام بأن نتعلم منها و أن نحمد الله أنها جاءت في تلك الأوقات بالذات ربما لنتفادى ما هو أكبر .. 

أكسبنا العمل الجماعي المرونة و خاصة في تعديل الاستراتيجيات إذا لزم الأمر .. و لم يكن أحدنا يبكي على مجهود بذله و توقف بسبب أي تعديل طالما كان ذلك في مصلحة كيان و رقيها و خدمة أفضل لمجتمعنا الفاضل ..

فإذا أردت أن ألخص لكم الصفات الفردية التي تمكننا من العمل الجماعي فهي: إنكار الذات و المرونة و التروي و التماس العذر و تقبل التعددية في شخصيات الآخرين و أساليب عملهم و انتقاد القائد إذا حاد عن الطريق مع انتهاج الأساليب الراقية و الأخلاقية في نقد الآخرين و التفكير دوما بأني قد أكون أول من قصر دونما دراية و أني آخر سبب لنجاح المهمة مع كوني جزء من النجاح

فالفرد في النهاية هو من من يصنع بيئة العمل الجماعي .. تبدأ من القائد و الفريق معا .. و كلاهما أفراد

الحديث يطول عن العمل الجماعي نظريا و عمليا ... لكن لا يجب أن نعزلها عن القيم الجوهرية الأخرى ... فلنفسح المجال لمتحدث آخر"

التقط هنا د. طارق المايكروفون و كان وراءه مباشرة رجل ذو قامة طويلة و ابتسامة رائعة ... 

و هنا باغتني د. عماد من ورائي قائلا: طبعا يا فاضل أنت تعلم من الذي وراء د. طارق ...

ابتلعت ريقي و قلت له: لقد رأيته منذ أسبوع على قناتنا لكني انشغلت حينها بالتحضير لهذا اللقاء ..من هو يا ترى؟

هنا قاطعنا صوت د. طارق: "سيحدثنا الآن د. عمر عن ثاني قيمنا الجوهرية ... و هنا أود تهنئته مجددا لحصوله على جائزة نماء لعلوم البصريات و التي صارت منافسا كبيرا لجائزة نوبل .. د. عمر مع سنه الصغير كان أول بادرة من برنامج رواد و التي بدأت تقدمه مؤسستنا منذ خمسة أعوام ... و الآن أترك دكتور عمر .. تفضل"


أظن أني عرفت القيمة التي سيتحدث عنها د. عمر ... لكني لن أفصح عنها سوى في الجزء الرابع من قصة كيان .. تابعوني

في أمان الله :)