الخميس، 28 مارس 2013

إدارة المنظمات غير الربحية - (4) دورك الشخصي في القيادة

في الأجزاء السابقة من هذه السلسلة تحدثنا عن أهمية الرسالة و القيادة في نجاح المنظمة غير الربحية

و في هذا الجزء نتحدث عن دورك أنت شخصيا في القيادة.

هل يلائمك الدور؟ 

كقائد لمنظمة غير ربحية لا يوجد عندك وقت كافي (ربما سنة واحدة) لتؤهل نفسك للوظيفة. و لتكون مؤثرا في هذا الوقت القصير لابد أن تتأكد أن رسالة المنظمة و قيمها تتوافق معك. لابد أن يكون هناك توافق لدورك القيادي من خلال ثلاثة محاور: 1) أن يتلائم معك (كشخصية), 2) أن يتلائم مع المهمة المراد تحقيقها, و 3) أن يتلائم مع توقعاتك و توقعات المنظمة.

و لذلك من الطبيعي أن تفشل في قيادة منظمة ذات رسالة معينة و لكن تنجح في قيادة منظمة ذات رسالة أخرى.  و هناك أمثلة واقعية كثيرة على ذلك.

و اعلم أيها القائد أنه يوجد شيئان يمكنك أن تبني من خلالهما ما تريد تحقيقه: الأفراد الذين يعملون معك (جودتهم و خصالهم) و طبيعة ما ستحتاجه منهم من مهام و امكانيات.

و لكن ماذا عنك أنت شخصيا يا صديقي؟!!

هل فيك صفات القائد؟ 

الإنسان لا يولد قائدا و حسبك أن تعلم أن القيادة مهارة يصعب أن تدرس عموما و إنما ستدهش عندما أقول لك أنه يمكن لمعظمنا أن يتعلمها. تعالى لنرى بعض الصفات التي على القائد التحلي بها:
1. القائد الحقيقي لا يقول "أنا" و ليس السبب في ذلك أنه تمرن على ألا يقلها و لكن السبب أنه لا يفكر بمنطق "أنا" و إنما يفكر بمنطق "نحن" و كأنه تبرمج على ذلك و بالتالي كلامه يوافق تفكيره... دائما يفكر بمنطق "الفريق"...و مهم جدا أن يكون قدوة في ذلك!
2. القائد يقبل و يتحمل المسئولية و لا يتنحى جانبا و لكن انتبه أنه في النهاية المقابل للنجاح دائما يأخذه "نحن" و ليس "أنا"
3. أن يتحمل الظروف المتغيرة.
4. أن يكون متحليا ببعض الصفات الأساسية و في ذلك يطول الحديث و لعل أهمها الإنصات و الالتزام و التواضع للمهمة و تنشئة قادة آخرين ..... التفصيل كما في النقاط التالية.
5. لابد أن يكون عنده استعداد و قدرة و التزام بالانصات. الإنصات ليست مهارة و إنما التزام أي شخص يمكنه فعله إذا حافظ على فمه مغلقا, أليس كذلك؟
6. الصفة الأساسية الأخرى هي استعداده للتواصل و إيصال المعنى الذي يقصده لأفراد الفريق و المستمعين و لو بالتكرار و المتابعة و التأكد دائما أنه و الفريق على نفس الصفحة و هذا بالطبع يحتاج إلى جهد و صبر شديد.
7. من المهم جدا أن يكون القائد محترفا بمعنى أنه يعمل الأشياء بأقصى درجة من الإتقان و الكمال و إلا فلا ينبغي أن يكون هاويا أبدا و لابد أن يغرس الاحتراف في الفريق من اليوم الأول.
8. أن يبتعد عن تلك الصفة المذمومة و هي البحث عن عذر لتبرير أي تقصير.
9. القائد و الفريق عليهم عمل الأشياء على أكمل وجه أو عدم عملها.
10. و من أهم الصفات أيضا أن يتواضع أمام عظمة المهمة المراد تحقيقها. و ألا يربط ذاته أو شخصيته بها. تظل المهمة أكبر حجما و قدرا من الأفراد. و بالتالي:
11. أسوء قائد هو من تنهار أو تعجز مسيرة المؤسسة إذا تركها و ذلك لأن هذا معناه أنه قد جفف كل المنابع الموجودة و لم يترك مجالا لبزوغ قادة آخرين و خاصة من الشباب. هذا الشخص بالتأكيد لا يتحلى بأي رؤية و التي هي من مقومات القيادة الأساسية.

لعمل مؤسسات أو منظمات ناجحة ليس مطلوبا أن يضحي الإنسان بحياته و إنما يضحي بإتقان عمله و كفاءته. و اعلم أن من أكثر ما يجذب الناس إلى منظمة ما هو علو المعايير و الجودة التي تتحلى بها المنظمة ككل فيما تفعله و تؤديه..لأن ذلك يترتب عليه الاحترام و الإعجاب بهذه المنظمة و لو بشكل غير مباشر. و الخلاصة أنه على القائد أو القادة وضع هذه المعايير و اتباعها و غرسها في من يعمل معهم.

لاحظ يا صديقي أن هناك بالطبع من نشأ و تربى و به هذه الخصال...لكن نحن بحاجة إلى أعداد من القادة أكبر بكثير من أن نعتمد كمجتمع على هؤلاء فقط...معظم القادة الناجحين صنعوا أنفسهم و تحلوا بهذه الصفات.

قد لا تجد في نفسك صفات القيادة التي ذكرناها لكن يمكنك تعلمها و تجربتها.... و أكثر ما سيعينك على التعلم و التجربة أنك بمجرد تحملك المسئولية اسئل نفسك (و استشر الآخرين) أولا: ما هي المهمة الرئيسية التي يجب عملها الآن لإنجاح المنظومة؟ هل هي وضع سياسات؟ تعيين أفراد ذوي كفاءة معينة؟ ترسيخ قيم معينة داخل المنظمة؟ ...إلخ...ما هو الشئ الذي ينبغي فعله في هذا التو و هذه اللحظة لتصنع النجاح لمنظومتك؟

و لذلك أرجع بك صديقي العزيز إلى أن "الرسالة تأتي أولا"


في المقالة القادمة بمشيئة الله أحدثكم عن التوازن...و لكن ما الذي أعنيه بالتوازن؟ سأترككم لتفكروا في معنى الكلمة و علاقتها بالقيادة حتى ألقاكم.....

و الله المستعان و نسأله أن ينفع بهذه السلسلة و بغيرها.
و كتبه

    خالد الأشموني

  28
مارس 2013 / 16 جمادى الأول 1434


©  جميع الحقوق محفوظة لصاحب المدونة – و يجوز الاقتباس و استخدام المعلومات و لا يجوز بيعها أو استخدامها لأغراض تجارية


الخميس، 21 مارس 2013

عن علماء مصر سألني...فكانت المفاجأة!



سألني صديقي "و من هم علماء مصر؟"......توقع أن أجيب عليه بأنهم المصريون و لكن الإجابة كانت على وجه لم يتوقعه.

ليس تعصبا لوطن و أرض أحبها و ليست عبقرية في شعبها و إنما ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء

أعطى الله هذه الأرض مزايا خاصة فكانت ملتقى للعلماء و المفكرين على مر العصور .... و الشمس إذا سطعت نال الجميع من خيرها.


صديقي العزيز....علماء مصر ليسوا المصريون و ليسوا العرب و ليسوا المسلمون فقط....علماء مصر هم كل من يعيش داخل و خارج مصر و لهم عاطفة خاصة لإعادة هذه البقعة إلى مركز الحضارة و التحضر و التقدم في العالم.

و لأقرب لك المثال: في زماننا هذا تعتبر أمريكا هي المركز الأكثر تميزا الذي يفد إليه علماء العالم من معظم التخصصات ليلتقوا و يتناقشوا في الأفكار و يعملوا و يطبقوا ذلك على أرض الواقع بمساعدة أهل الصناعة و ريادة الأعمال و الإدارة.


يقول الله تعالى (و تلك الأيام نداولها بين الناس) و قدر الله لأمتنا أن تبتلى في دينها و علمها و أخلاقها...لكن الفجر طالع لا محالة...و الأمل و الدليل في قلب الآية ذاتها...فالحمد لله رب العالمين على سننه.


فلتبدأ بالوعي لأن بداية الحل إدراك!
و لتخطوا خطوات تكون دليلك نحو التميز!
و بالعمل التطوعي ستصنع قيمة حقيقة.
فسارع صديقي و أقبل....ماذا تنتظر؟!
حي على خير العمل...كل عقل نحتاجه....لأن كل عقل يفرق!


و كتبه

خالد الأشموني


9 جمادى الأول 1434
21 مارس 2013


©  جميع الحقوق محفوظة لصاحب المدونة – و يجوز الاقتباس و استخدام المعلومات و لا يجوز بيعها أو استخدامها لأغراض تجارية