الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012

إدارة المنظمات غير الربحية - (1) تقدمة لكتاب و النهج المتبع


بيتر دروكر - Peter Drucker
من أعظم الكتب التي يستعان بها في إدارة المنظمات غير الربحية هو كتاب "إدارة المنظمات غير الربحية" لفيلسوف الإدارة - بيتر دروكر

و سأشرع في هذه السلسلة في تبسيط الكتاب و مصادر أخرى و سأضيف بعض الأفكار الشخصية في مواضع متفرقة. و لهذا فلا يجب للقارئ أن يتوقع أن هذه ترجمة حرفية لما جاء في هذا الكتاب أو غيره من المصادر.

و في الجزء الأول سأكتفي بسرد سيرة مبسطة لدروكر و مكونات فصول الكتاب و التي سأعتمد على تسلسلها بقدر الإمكان. فمرحبا بالقارئ الكريم في هذه الرحلة الممتعة بإذن الله تعالى.

من هو بيتر دروكر؟

يعتبر دروكر (1909-2005م) من أرقى مفكري الإدارة في العالم. و له أكثر من 35 كتاب يغطي فيها نواحي عديدة من الابتكار و الإدارة و ريادة الأعمال و غيرها. كما أن أفكاره كان لها أثر كبير في تشكيل المؤسسات الحديثة. و قد حاز دروكر على العديد من الجوائز و التقديرات و منها "ميدالية الرئاسة للحرية" في أمريكا كما سميت مدرسة كليرمونت للخريجين باسمه.

القارئ لدروكر سيجد فيه العالم المفكر و الخبير الحاذق في نفس الوقت, فقد عمل في حياته كمدرس - كفيلسوف - كمستشار- ككاتب - و كصحفي أيضا مما يجعلك تتيقن بأنه كان يرى الصورة الكبيرة و التفاصيل الدقيقة في نفس الوقت.

قالت عنه مجلة وول ستريت: "هو عميد فلاسفة الإدارة و الأعمال في أمريكا"

و قد زكى كتبه العديد من المؤسسات و الأفراد, و في كتابنا هذا بالذات كان من ضمن المزكين مؤسستي فورتشن (Fortune) و نيويورك تايمز.

مكونات و فصول الكتاب

يتكون الكتاب من خمسة أجزاء رئيسية بالعناوين التالية:
1. المهمة تأتي أولا - و دورك كقائد
2. من المهمة إلى الأداء - الاستراتجيات الفعالة للتسويق, الابتكار, و تنمية التمويل
3. إدارة الأداء - كيف تعرف الأداء و تقيسه
4. الناس و العلاقات - العاملين, مجلس الإدارة, المتطوعين, و المجتمع
5. تنمية ذاتك - كشخص, كمنفذ, و كقائد


أهمية التطوع و منظمات المجتمع المدني في نهضة مصر و العالم العربي

ستجد مواضيع شتى عن أهمية التطوع في نهضة الأمم. و أرجو منك عزيزي القارئ أن تمر - و لو سريعا - على ما كتبته في هذا الشأن في سلسلة: عن العمل التطوعي التنموي في مصر


تابعوا و انشروا هذه السلسلة لعلها تفيد البعض و نستفد أيضا من تعليقاتكم عنها...

كتبه
خالد الأشموني

23  أكتوبر ٢٠١٢ / 7 ذو الحجة ١٤٣٣ 

©  جميع الحقوق محفوظة لصاحب المدونة – و يجوز الاقتباس و استخدام المعلومات و لا يجوز بيعها أو استخدامها لأغراض تجارية

السبت، 20 أكتوبر 2012

أسفار بن أشمون (2): ميشيجان - آن آربر

المهتدي حرق الأكل!!
و الشباب شمتانين فينا
يلا يا مهتدي خلص!!

الحمد لله حرقوا الأكل

بس اتجمعنا تاني في ظروف أفضل







أسفار بن أشمون (1): جام سابنيدا - كوريا

التاريخ: أكتوبر 2010

مكان اسمه صعب أوي :)

بائعين عند المعبد

المعبد

الاستاذ بوذا

خنافس مشوية

عند مبنى التليفزيون

معرض للطرشي الكوري (كيمشي)

سوق التلات (انسامنيدونج)


معلومات عن صاحب المدونة



خالد الأشموني

حصل على البكالوريوس و الماجستير في الهندسة الحيوية الطبية و المنظومات من جامعة القاهرة في عامي 2003 و 2006, و على الدكتوراة  في الهندسة الكهربية و علوم الحاسوب من جامعة ميشيجان آن آربرفي يناير 2013 حيث عمل في مجال تصميم دوائر الأنالوج المتكاملة و دوائر الاتصالات و النظم الميكرونية ثلاثية الأبعاد لتطبيقات القياسات العصبية داخل المخ. و يعمل حاليا في شركة أبل بولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية.

الانجازات البحثية:
خالد له بعض الإنجازات البحثية في مجالات دوائر الأنالوج المتكاملة, النظم الميكروية الخاصة بالجهاز العصبي, الاتصال خلال المخ, استكشاف مرض توقف التنفس أثناء النوم, و استخلاص الطاقة لاسلكيا للأجهزة الطبية المزروعة في الجسم باستخدام الحث الكهرومغناطيسي و الكهرباء الانضغاطية. كما قاد عدة مشروعات متعددة التخصصات مع باحثين في الهندسة الميكانيكية و الطب و علوم الأعصاب و غيرها. و له 12 ورقة بحثية دولية, براءة اختراع دولية و 3 اختراعات مفصحة.

الخبرات الوظيفية:
تقلد خالد وظائف عديدة في مراكز و شركات مختلفة مثل مركز البرمجيات و استشارات الهندسة الطبية, معمل معايرة المعدات الطبية, شركة صفوان مصر (كمدير فني), شرك بيوترونيك في ولاية تكساس الأمريكية, شركة أبل بوادي السيليكون في ولاية كاليفورنيا. و تدرب أيضا في شركات عالمية في عدة دول منها ألمانيا, فنلندا, إيطاليا, الإمارات العربية المتحدة, و الولايات المتحدة الأمريكية. عمل خالد مساعد باحث في معمل النظم الميكروية المتكاملة في جامعة مينيسوتا من عام 2006 إلى 2008. و عمل كمساعد باحث في مركز النظم الميكروية اللاسلكية المتكاملة بجامعة ميشيجان من 2008 إلى بداية 2013.

نشاطات مجتمعية:
يستمتع خالد بنشاطات و مجالات الابتكار و ريادة الأعمال إضافة إلى الخدمة المجتمعية و تحفيز الأفراد. و قد نظم و رأس سيمبوزيوم خريجي الهندسة بجامعة ميشيجان, كما درس بعض مواد ريادة الأعمال في جامعة ميشيجان و التحق بمركز ريادة الأعمال بها. كما أنه مراجع لنشرة معهد الهندسة الكهربية و الإلكترونية (IEEE) المختصة بنظرية و تقنية الميكروويف (TMTT) و كذلك المختصة بدوائر الحالة الصلبة (JSSC) و الهندسة الحيوية الطبية (TBME), وخدم أيضا كعضو في لجنة اختيار بحث الدكتوراة المتميز بجامعة ميشيجان. كما أنه عضو في بعض المجتمعات المهنية و البحثية المختلفة. حصل خالد على عدة جوائز و منح مثل جائزة القيادة المتميزة من جامعة ميشيجان, منحة الهندسة العصبية من جامعة مينيسوتا, بالإضافة إلى جوائز في مسابقات تصميم الدوائر الإلكترونية بدعم من شركتي تيكساس إنسترومنتس و أنالوج ديفايسز. و أخيرا فهو عضو في مجلس إدارة في مؤسسة "علماء مصر"


Khaled Al-Ashmouny received the B.S and M.S degrees in systems and biomedical engineering from Cairo University in 2003 and 2006, respectively. He also earned the Ph.D. degree in electrical engineering from the University of Michigan, Ann Arbor, where he has worked on the design of analog front-ends and communication integrated circuits for 3-D neural recording microsystems.

Mr. Al-Ashmouny has several research accomplishments in topics including analog integrated circuits, neural microsystems, intra-brain communication, sleep apnea screening, and wireless energy harvesting for implantable devices. He has also led several multi-disciplinary research projects and authored 12 international publications, an invited journal article, a worldwide patent, and three invention disclosures. He has also attended several trainings in world-renowned companies in Germany, Finland, Italy, UAE, and USA.

From 2003 to 2004, he worked as a test engineer in the Medical Equipment Calibration Lab. (MECL), Cairo University. From 2004 to 2006, he worked as a technical manager in Safwan Egypt Inc., Cairo, Egypt. From 2006 to 2008, he was a research assistant in the Integrated Microsystems Laboratory (IML), University of Minnesota. In June 2008, he joined the center for Wireless Integrated MicroSensing and Systems (WIMS) at the University of Michigan. He interned at Biotronik Inc. in summer 2011, where he innovated an IC technique for boosting the efficiency of piezoelectric energy harvesting. He also interned at Apple Inc. in summer 2012, where he designed high-frequency oscillators and data converters. Mr. Al-Ashmouny enjoys innovation and entrepreneurship as well as serving and motivating people. He organized and served as the co-chair of the engineering graduate symposium at the University of Michigan in 2010. He was the recipient of the Distinguished Leadership Award from the College of Engineering, University of Michigan, and the Graduate Fellowship Award from the Center for Neuroengineering, University of Minnesota. He served also as a committee member for University of Michigan outstanding Ph.D. student research award. His team also won a couple of design contest awards sponsored by Texas Instruments, and Analog Devices. He also served as a reviewer for the IEEE Journal of Solid-State Circuits, and the IEEE Transactions on Microwave Theory and Techniques. He is also a member of the IEEE Solid-State Circuits society and Engineering in Medicine and Biology Society.

نحو إدارة ناجحة لعملية التطوع: الجزء الثاني- ملخص النظام الإداري

في الجزء الأول من هذه السلسلة ذكرنا أهمية أن تدار عملية التطوع بحرفية شديدة و كذلك ذكرنا بعض التفاصيل عن المراحل المختلفة أثناء التطوع...

و في الجزء الثاني ألخص لك عزيزي القارئ أهم الممارسات الإدارية التي يجب أن تقوم بها للحصول على أكبر قدر من كفاءة و فعالية التطوع مما يساعدك فيما بعد على استرجاع المتطوعين و توظيف متطوعين جدد


في البداية يجب أن تعلم أن الأدوار التطوعية تختلف بحسب المهمة المطلوبة و تنقسم إلى 3 أنواع رئيسية:
·     دور قيادي
·     دور خدمي (تقديم خدمة)
·     الدعم


و بغض النظر عن أي الأنواع نتحدث, يمكننا اختصار المشهد التطوعي الفعال في 12 ممارسة ألخصها هنا ثم أقوم بإذن الله بتفصيل كل منها في أجزاء منفصلة من هذه السلسلة:

1. بداية المهمة:

البداية تكون بوجود مهمة معينة يراد توظيف متطوعين لها و في العادة يكون لدى المنظمات و الجمعيات المختلفة قاعدة بيانات بأفراد يرغبون في التطوع فيها. و إن كانت المنظمة في بدايتها فمن أفضل الوسائل هي عمل إعلانات سواء في الجامعات و النوادي أو المنتديات و المواقع الاجتماعية مثل الفيس بوك.
لابد هنا من وجود شيئين رئيسيين  (سأقوم بإذن الله بتفصيلها فيما مقالات أخرى):
1) إعلان تطوع مبني على أسس سليمة
2) توصيف وظيفي واضح يشمل تفاصيل المهمة و التوقيت إضافة للتوقعات و المزايا إن أمكن


2. البحث عن المتطوع المناسب:

قد تكون هذه الممارسة تحديدا هي الفاصل الرئيسي في نجاح المهمة التطوعية و مع وجود استراتيجيات جيدة تهدف لجعل هذه الممارسة أكثر فعالية إلا أن الخبرة في الموارد البشرية لها أثر كبير في جعلها أكثر سهولة و نعومة. المشكلة في المجال التطوعي تحديدا هي أنه "عمل تطوعي" و بالتالي لابد أن تتأكد من وجود ذلك الحافز الخفي داخل المتطوع و تحاول تنميته. مزيد من التفاصيل عن هذه الممارسة و ربطها بنموذج تعيين المتطوعين في مقالات أخرى ضمن هذه السلسلة


3. مقابلة المتطوع و تعيينه:

يجب أن تتم بحرفية شديدة لأن الانطباعات الأولى تدوم. و تبدأ هذه الممارسة برسالة تعيين ترسل للمتطوع المرتقب و تتكون من 3 أجزاء: احتياج التطوع - كيف يمكن للمتطوع المساعدة - مزايا التطوع لهذه المهمة. ثم يتم استقبال الرد و يتم التأكد قدر الإمكان من قدرة المتطوع على الاستجابة و الالتزام بأداء المهمة في خطة زمنية محددة إن أمكن.
يتم بعد ذلك مقابلة سواء بالهاتف أو الحضور الشخصي تكون بغرض التوجيه و التعرف على المنظمة بالأساس و شرح أكثر عن التدريب الذي سيتلقاه المتطوع و غيره من المتابعات و الإشراف.


4. الإشراف على المتطوع:

الإشراف و المتابعة للمتطوعين يمثلان لب الممارسة التطوعية و تتراوح فيها كفاءات المنظمات المختلفة. و على أي حال فلابد للإدارة أن تعي دورها في الإشراف على المتطوع و ما هي آليات الإشراف نفسه و كيفية تكوين فرق منظمة متكاملة من المتطوعين لأداء مهمة أو مجموعة مهمات بعينها.

5. تحفيز المتطوع:


قد يظن البعض أن التحفيز وظيفة سهلة و قد يظنها البعض صعبة, و لكن عليك أن تعرف أن التحفيز هو عصب التطوع و يبدأ منك أنت شخصيا. نعم, عليك أن تحفز نفسك أنت كقائد أولا ثم تحاول أن تعمل على تناغم أهداف المنظمة مع أهداف المتطوعين. على أي حال التحفيز موضوع لابد أن يسرد له مقال منفصل و المفتاح هو أنت كشخص قبل المتطوعين أنفسهم.


6. تنمية مهارات المتطوع:


تذكر أنه عمل تطوعي, و من حق المتطوع على المنظمة أن يخرج بخبرة أو مهارة جديدة يستفيد منها و يملأ منها فراغا في سيرته الذاتية و حياته العملية فيما بعد. هناك العديد من المهارات التي يمكن للمنظمة أن تساهم في صقلها و تنميتها و منها القيادة و مشاركة المتطوع في صناعة الأفكار و القرارات داخل المنظمة.


7. إبداء الرأي و الملاحظات:


القدرة على ملاحظة أداء المتطوع و إبداء الرأي في كفاءته في أداء المهمة لابد أن يتم بشكل دوري حتى يكون المتطوع أكثر اطمئنانا و تعرفا على خطوات و متطلبات المهمة المختلفة. و تقوم الإدارة بعمل نماذج لتقييم الأداء و المراقبة بشكل يتحقق من وراءه نتيجة مثالية من التطوع. و لا يكون هم المنظمة هو تقييم الفشل و لكن شكر المتطوع على الأداء الجيد ضروري أن يتم بشكل دوري أيضا.



8. تسجيل مجريات التطوع:

التعلم من التجارب و تدارك أخطاء العملية التطوعية لابد أن يتم بمنهجية و موضوعية. و من هنا تأتي أهمية التسجيل لما يتم تداوله في مراحل التطوع المختلفة, بداية من محاضر الاجتماعات مع المتطوعين و مرورا بالمراجعات التي تتم أثناء الإشراف أو الملاحظات أو تنمية المهارات و غيرها من الممارسات التي تتم مع المتطوع.


9. مراقبة موعد التسليم:

قد تكون هذه الممارسة تحديدا من اكثر ما يسبب التوتر في العلاقة بين المتطوع و المنظمة. و قد يكتتشف من خلالها عدم كفاءة المتطوع أو التزامه أو عدم فهمه لمتوقعات الوظيفة التطوعية. و لكن في كل الأحوال لابد لإدارة التطوع أن يكون عندها استراتيجية مناسبة للتعامل في هذه الممارسة بالشكل المناسب بغض النظر عن سلبية أو إيجابية النتيجة. 


10. مقابلة المتطوع و استرجاعه:

قرب انتهاء المهمة بشكل كامل لابد من مقابلة أخرى مع المتطوع تبين له فيها النتائج المتحققة من تطوعه و تدعوه لترشيح متطوعين للمهام الأخرى التي تود في تنفيذها المنظمة. و بتشجيع المتطوع و إخباره بالفرق الذي صنعه في المنظومة سيكون من السهل عليه أن يرجع لمساعدة المنظمة في مهام أخرى.


11. الاحتفاء بالمتطوع:

التقدير و الاحتفاء بالمتطوع له أثر كبير في العملية التطوعية برمتها و ليس فقط للمتطوع نفسه. و لذلك لابد من ابداء التقدير بالشكل الذي يتناسب مع شخصية المتطوع و طبيعة المهمة التي قام بتنفيذها. مزيد عن هذه الممارسة و آلياتها في مقالات أخرى.


12. نهاية المهمة:

تهانينا فقد أنهيت الممارست التطوعية بشكل حرفي سيساعدك على اجتذاب مزيد من المتطوعين الأكفاء كما سيساعدك على التسويق المتميز لمنظمتك. نهاية المهمة التطوعية لابد أن تكون بداية لواحدة أخرى أكثر كفاءة و أكثر استدراكا لأي أخطاء تمت خلال الممارسة السابقة. إنها عملية متغيرة متباينة الظروف و لكن بغض النظر عن أي أخطاء, علينا دائما الإصرار على العمل بحرفية و منهجية حتى نصل إلى الأهداف و النتائج بخطوات ثابتة.



هذا المقال يمثل ملخص لـ 12 ممارسة أثناء التطوع و في الجزء الثالث بإذن الله نقوم بسرد آليات و سياسات فعالة لكل ممارسة حتى تتضح الصورة. ثم تنتهي السلسلة (نحو إدارة ناجحة لعملية التطوع) بشكل سرياني لتسهيل الممارسات و السياسات معا.


و الله المستعان و نسأله أن ينفع بهذه السلسلة و بغيرها.

و كتبه

  20
 أكتوبر ٢٠١٢ / 4 ذو الحجة ١٤٣٣


©  جميع الحقوق محفوظة لصاحب المدونة – و يجوز الاقتباس و استخدام المعلومات و لا يجوز بيعها أو استخدامها لأغراض تجارية


الحاجة لأن تكون متعدد التخصصات: مشاهدة





المشهد الأول (كوميديا):

اجتمعت ذات يوم مع اثنين من أصدقائي لنتحدث عن كيفية النهوض بالعلم و المعرفة في مصر و كان نقاشا هادفا و خاصة أننا من تخصصات مختلفة: عالم كيمياء (م), عالم حاسبات بميكروسوفت (أ), و العبد لله مهندس كهرباء.......و لكن فجأة في وسط ذلك النقاش جاء ذلك الاقتراح:

(م): طيب يا (أ) انت ممكن مساهمتك تكون عن طريق مساعدة الناس في "تستيب" الويندوز و حل مشاكله, ايه رأيك؟

أنا: يا نهارك أبيض يا (م) !!!! يعني انت كل رؤيتك لمهندسي الكمبيوتر و علمائه هي "تستيب" الويندوز و الكلام ده؟

انتهى المشهد الأول بهيستيريا من الضحك فقد تخيلت أنه ربما هذا الموقف يعد استثناءا و لكن نفسي كانت تحدثني أن ذلك المشهد قد تكرر كثيرا أمام عيني.....ثم ما لبث أن حدث لي ذلك الموقف العجيب في اليوم التالي...

المشهد الثاني (تراجيديا):

في اليوم التالي جلست مع صديقي (أ) على مائدة العشاء و كنت أتحدث معه عن البحث الذي أقوم به, و فجأة....

(أ): ألا صحيح يا خالد يا اخوية, العالم كله بقى ديجيتال و انت لسه شغال في دوائر الأنالوج, ليه عملت في نفسك كده؟

أنا: [[بعد هيستيريا من الضحك]] كلامك صحيح و لكن طبعا العالم ده محتاج الأنالوج عشان يعرف أصلا يرتبط مع الديجيتال....عمرك سمعت عن إشارة أو سيجنال في الطبيعة ديجيتال؟

(أ): [[حمرة الخجل]] عندك حق



المشهد الثالث إلى الثلاثة آلاف:

أكيد كثير من الناس حصل معهم نفس الموقف و لكن ....أكيد في مشكلة!



المشكلة:

ببساطة كثير من الباحثين و أهل الصناعة لا يكادوا يعرفوا أي شئ سوى عن تخصصهم.....و مع ما في ذلك التخصص من دهاليز و حواري إلا اننا لابد يكون عندنا دراية و لو بسيطة عن تخصصات أخرى......


آثار المشكلة في بلد مثل مصر:

- لا تكاد ترى تعاونا مشتركا بين باحثين من فرعين مختلفين في العلوم إلا القليل.

- آفاق من العلوم و الأبحاث و الصناعة قد تضيع و يسبقنا فيها الآخرون و ذلك لأن الطفرات العلمية التي تنهض بها الأمم لا يكاد يخلوا واحد منها من التعاون بين 3-5 تخصصات في نفس الوقت

- عدم القدرة على تطويع المناهج الدراسية لتواكب الطفرات العلمية و التي عادة ما تكون مبنية على التخصصات المتعددة المتكاملة فيما بينها

تخيلات:

- كيف يمكن لعالم المخ و الأعصاب أن يخطر بباله عمل جهاز نانوي أو مايكروني و غرسه في المخ لمعالجة بعض أمراض الجهاز العصبي إن لم يكن على دراية (و لو قليل) بمجال مثل التصنيع الميكروني (micromachining) و تعاونه مع باحثين من الهندسة الكهربية أو الميكانيكية؟

- كيف يمكن للباحثين في أقسام الهندسة المختلفة أن يوجدوا حلولا في تطبيقات لا يعرفون عن أساسياتها أي شئ: مثل دمج هندسة الطاقة مع صناعة الحديد و الصلب - مثل دمج علوم المواد مع فيسيولوجيا الخلايا في الجسم...إلخ


ما العمل؟

على المستوى الفردي لابد أن يبدأ الباحث و الصانع على غرس هذه الثقافة في نفسه و في غيره حتى يكون للتعاون أثر كبير

على مستوى المجتمع المدني لابد أن توجد جمعيات علمية تهدف إلى جلب الباحثين و الصناعيين من مختلف المجالات لتحفيز التعاون و التكامل و عمل شبكات من التواصل بينهم و تقوم الجمعيات أيضا بعمل ندوات للطلبة يكون المتحدثون فيها من تخصصات مختلفة

على مستوى الدولة و وزارات البحث العلمي لابد أن تكون هناك تسهيلات و تشجيع للبحث إذا ما تم كشراكة بين قسمين مختلفين. و لابد من عمل دعم مالي مخصص لمثل هذه الشراكات

_________________

الخلاصة:

لم يتأخر الوقت بعد و لم يسبقنا قطار التقدم....فالمهم أن نضع أيدينا على المشكلة و نفكر في حلول منطقية لها و نبدأ التنفيذ......حاول دائما أن تعرف شيئا عن تخصص مختلف....حاول تساعد أي منظمة علمية في تحقيق مثل هذا الهدف

الثورة العلمية القادمة في مصر لابد لها من تكاتف الأيدي و لابد أن يتأكد كل منا من أداء دوره الفردي فيها قبل إلقاء اللوم على الدولة أو المجتمع المدني..
_____________________

انتظروا الجزء الثاني إن شاء الله بعنوان:

الحاجة لأن تكون متعدد التخصصات: فعاليات



و كتبه
خالد الأشموني

20 أكتوبر ٢٠١٢ / 4 ذو الحجة ١٤٣٣ 


©  جميع الحقوق محفوظة لصاحب المدونة – و يجوز الاقتباس و استخدام المعلومات و لا يجوز بيعها أو استخدامها لأغراض تجارية

تأملات خالدة (1): لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون



تأملات خالدة (1): لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون
ربما تحتاج مني هذه الآية الآن تأمل.......بل أنا الذي أحتاج لتأملها.......تعلمتها و أنا صغير و لم أعبأ حينها بالمعنى كأي طفل أو شاب لم ير في الكون ما رءاه الرجل أو الشيخ الكبير.....

سمعتها بالأمس القريب في أحد الدروس و كان الشيخ يدندن بها في سياق عن الإيمان و التفكر و مقارنة العقائد......

و لكني ما لبثت أن سرحت فيما يجري على الأرض من تناحر سياسي بين الخصوم بل و بين من كنت تحسبهم حلفاء في الماضي....صاروا كمن قال الله فيهم: تحسبهم جميعا و قلوبهم شتى....

قلت: يا إلهي إذا كان هذا يحدث في أقل من مثقال ذرة مما خلقت فماذا كان عساه يحدث لو كان معك آلهة؟ سبحان الله رب العرش عما يصفون

قد عرفت الآن معنى الفساد....و تذكرت أن خلق الله الذي لم يحمل الأمانة لا تكاد ترى فيه فساد...أما من كان ظلوما جهولا و هو الإنسان فمن شأنه أن يفسد أي شئ و أن يصلح أي شئ فقد أعطاه الله الاختيار إما شاكرا و إما كفورا........

رأيت الفساد و سبحت ربي الذي قال: ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدي الناس...............و لكن اللطيف الحليم أعطانا الفرصة أن نتعلم من العقوبة: ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون

ثم سبحت ربي و تذكرت قوله: و لو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات و الأرض و من فيهن........فالفساد أيضا رأيته و أنا أشاهد الصراع بين هؤلاء و أولئك و كل يدعي أن الحق معه و الله يشهد إنهم لكاذبون و أن الحق في خلاف ما يظنون أو ما يريد هؤلاء أن يظنه الناس

نسبح الله الذي خلقنا في هذا الكون.....بديع السماوات و الأرض...

عند هذه الفكرة رأيت السماء و الأرض في تناغم و رأيت ألوان الأشجار التي تشرح الصدر في فصل الخريف....رأيت إبداع ربي فقلتها مدوية

"
أشهد بأن الله واحد"

و الحمد لله رب العالمين

و كتبه
خالد الأشموني

20
أكتوبر ٢٠١٢ / 4 ذو الحجة ١٤٣٣ 

©  جميع الحقوق محفوظة لصاحب المدونة – و يجوز الاقتباس و استخدام المعلومات و لا يجوز بيعها أو استخدامها لأغراض تجارية

نحو إدارة ناجحة لعملية التطوع: الجزء الأول - دورة التطوع



"نحو إدارة ناجحة لعملية التطوع"
 ستكون سلسلة مميزة و ممتعة بإذن الله لكل من يهتم بشئون التطوع و تنمية مهارات القيادة.....في كل جزء سيكون هناك عنوان مميز أو تجربة مميزة و أرجو مراجعة سلسلة "عن العمل التطوعي التنموي و الاجتماعي في مصر" لتقدير أهمية التطوع في بناء المجتمعات و الدول و معرفة دور كل الجهات في تحفيز و استثمار التطوع.

نبدأ هذه السلسلة بإجابة سؤالين: 1) لماذا نحتاج أن ندير عملية التطوع؟ 2) كيف تبدأ و تنتهي دورة التطوع؟

لماذا نحتاج أن ندير عملية التطوع؟
الإجابة ببساطة أن المنظمة التي تطلب متطوعين ما هي إلا شركة أو مؤسسة و لكن الفرق أنها في معظم الأحيان تكون غير هادفة للربح. و من كونها مؤسسة فبديهي أنها تحتاج لإدارة الأفراد و الذين عادة ما يكون أغلبهم من المتطوعين.

المشكلة تكمن في أن هناك عدة مؤسسات أو مبادرات تطوعية لا تهتم بإدارة المتطوعين و لذلك لا تستمر و يكون كل ذلك الجهد المبذول مع حسن النية مهدرا مما قد يصيب القائمين على المنظمة بالإحباط و سرعان ما تنتهي و تتلاشى من الساحة و قد نرى أمثلة لذلك بعد ثورة 25 يناير حيث ازدادت حماسة الشباب و بدأت تظهر العديد من التجمعات و المبادرات التي سرعان ما تلاشت بسبب سوء أو انعدام الإدارة.

نخلص من ذلك أن إدارة التطوع لا تقل أهمية عن إدارة الموظفين في المؤسسات الربحية بل ربما تكون أكثر تحديا لعدة أسباب نذكرها في حينها.

كيف تبدأ و تنتهي دورة التطوع؟ (مراحل الدورة التطوعية)

من أجل نجاح تجربة التطوع لابد أن تحتوي الدورة التطوعية على المراحل الآتية:

1. التخطيط:
التخطيط ضروري للغاية لنجاح برنامج التطوع و يشمل عدة نقاط مثل:
§         تصميم الوظائف التطوعية
§         عمل نماذج التقديم للتطوع
§         تطوير سياسات و إجراءات للنشاط التطوعي
§         توعية الأفراد داخل المنظمة بأهمية التطوع

 2. التوظيف و الاختيار:
العصف الذهني و المشورة مع الآخرين من العوامل الأساسيىة في الاختيار و التوظيف للمتطوعين حيث لابد من أن نجيب هذه الأسئلة:
§         من هو المتطوع الأمثل؟
§         لماذا سيكون مهتما بالانضمام؟
§         متى و أين يمكنك الوصول لهؤلاء المتطوعين؟
§         كيف تعمل رسالة توظيفية من شأنها تشجيع هؤلاء المتطوعين للانضمام إلى منظومتك؟

3. التوجيه و التدريب:
في هذه المرحلة لابد أن تعطي للمتطوع معلومات عامة عن منظمتك و معلومات محددة عن وظيفته التطوعية. و يشعر ذلك المتطوعين بالثقة و أنهم جاهزون لأداء المهمة كما أن ذلك يجنبنا الوقوع في العديد من المشاكل و يعرف المتطوع بما يمكن توقعه أثناء المهمة

4. الإشراف و التقييم:
لضمان كفاءة المتطوع و انجاز المهمة التطوعية على أكمل وجه لابد من تبادل الآراء بينك و بين المتطوع حيث يطمئن و يتأكد الطرفان من سلامة سير العملية التطوعية.
التقييم المنتظم يساعد على إتاحة الوقت لمراجعة أداء و وضع المتطوع و إذا ما كان لابد من تغييرات لضمان رضا و كفاءة المتطوع و المنظمة على حد سواء

5. التقدير:
التقدير يحدث عادة بشكل تلقائي و غير رسمي في كل مرة تشكر فيها المتطوع. و بشكل رسمي يمكن تكريم المتطوعين بتنظيم حفلة تكريم خصيصا لهم. عليك أن تعرف المتطوعين جيدا و تقدرهم بناءا على ذلك بالشكل اللائق الذي يشعرهم فعلا بالاهتمام و التقدير الحقيقيين.

بالتخطيط و الإدارة الجيدة للتطوع ستتمكن من الإبقاء على المتطوعين الحاليين و سيجعلك ذلك مستعدا دائما لتوظيف متطوعين جدد كلما بدأت دورة التطوع


في الجزء الثاني من هذه السلسلة نتحدث بإذن الله عن نظام معياري لإدارة التطوع و نشرح فيما يلي من الأجزاء آليات و استراتيجيات كل مرحلة في ذاك النظام.

أترككم في رعاية الله و أمنه...

و الحمد لله رب العالمين

خالد الأشموني

20 أكتوبر ٢٠١٢ / 4 ذو الحجة ١٤٣٣ 

©  جميع الحقوق محفوظة لصاحب المدونة – و يجوز الاقتباس و استخدام المعلومات و لا يجوز بيعها أو استخدامها لأغراض تجارية