السبت، 7 ديسمبر 2013

وادي السيليكون و رأس المال المخاطر – دروس و عبر (3)



كان أسلوب شوكلي – مخترع الترانزيستور – في الإدارة سيئا لدرجة أن الثمانية من شباب العلماء و المهندسين طلبوا من الإدارة الرئيسية أن يتم استبدال شوكلي بشخص آخر. و عندما رفض طلبهم رأوا أنه لا مفر من مغادرة المكان .... و اعتبر شوكلي أن مغادرتهم خيانة له. و تم تلقيبهم بالغادرون الثمانية.
لم يخطر ببال أحد مطلقا أن يتسبب هؤلاء الثمانية خلال عشرين عاما في إنشاء خمس و ستين شركة. في الجزء القادم نحكي قصة أول شركة في الوادي .. أما الآن فتعالوا نتعرف سويا على الغادرون الثمانية المؤسسين لوادي السيليكون...:

1) جاي لاست (Jay Last):
حصل على البكالوريوس في الضوئيات من جامعة روشيستر ثم الدكتوراة في الفيزياء من MIT. عمل في فيرشيلد مع زملائه السبعة عام 1957 كرئيس لقسم التطوير للدوائر المدمجة. و في عام 1961 غادر هو و اثنين من زملائه (جين و شيلدون) لتأسيس شركة منفصلة (Amelco Corporation) و عمل كرئيس للبحث و التطوير ثم تم شراء الشركة من شركة تيليداين (Teledyne Technologies) و عمل فيها لاست لثمانية أعوام أخرى. ثم حول لاست مجاله للفنون و الآثار و ألف العديد من الكتب في ذلك.

2) شيلدون روبرتس (Sheldon Roberts):
حصل على بكالوريوس هندسة التعدين من معهد رنسلير بوليتيكنيك ثم الماجستير و الدكتوراة من MIT و عمل في معمل أبحاث البحرية الأمريكية و في شركة داو للكيماويات (Dow Chemical). بعد عمله في فيرشايلد انضم لجاي لاست و جين هويرني في تأسيس (Amelco Corporation) ثم في أوائل السبعينيات صار رئيسا لشركة تايم لابس (Timelapse)

3) جين هويرني (Jean Hoerni):
ربما لا تسمع اسمه كثيرا لكنه الرجل الذي طور عملية (planar process) لتصنيع الوائر المدمجة. ولد في سويسرا و حصل على شهادتي دكتوراة: الأولى من جامعة كامبريدج و الأخرى من جامعة جينيف. ثم رحل للعمل في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا و انضم لمجموعة شوكلي بعدها. و في فيرشيلد مع زملائه السبعة قام جين بتطوير عملية التصنيع و التي سمحت للترانزيستور يأن يصنع من السيليكون لأول مرة بدلا من الجيرمانيوم. ثم رحل مع زميليه السابقين لعمل شركة أخرى. و في 1964 أسس Union Carbide Elecronics ثم Intersil

4) جوليس بلانك (Julius Blank):
بالرغم من أنه لم يحظى بحظ الآخرين من الشهرة إلا أن جوليس هو من وضع نموذجا لريادة الأعمال في القرن العشرين في وادي السيليكون حيث لا توجد ألقاب في العمل و العلاقات منفتحة داخل مكان العمل كما طبق ذلك في فيرشايلد. كما أنه أسس في فيرشايلد ورشة الآلات و التجميع ثم أنشأ واحدة أخرى في هونج كونج حين بدأت أعداد الطلبات تزيد. ثم ترك فيرشايلد في 1969 ليعمل كمستشارا. و شارك في تأسيس شركة Xicor في 1978 و التي تم بيعها لشركة إنتيرسيل في 2004 مقابل حوالي نصف بليون دولار.

5) فيكتور جرينيتش (Victor Grinich):
شارك في الحرب العالمية الثانية في البحرية الأمريكية ثم حصل على البكالوريوس من جامعة واشنطن و الماجستير و الدكتوراة من ستانفورد عام 1953. و كان فيكتور هو الوحيد المتخصص في الهندسة الكهربية (باقي الثمانية كانوا فيزيائيين و رياضيين و تعدين) و قام في فيرشايلد بتأسيس قسم معامل الاختبار و الأجهزة المسئولة عن توصيف ما يتم عمله من أجهزة دقيقة. و نما هذا القسم حتى صار كأنه شركة منفصلة. ثم ترك فيكتور الشركة عام 1968 ليعمل مدرسا في بيركلي و في نفس الوقت كان يقوم بدراسة علوم الحاسب . ثم انتقل بعدها ليعمل في جامعة ستانفورد و ألف كتابا في الدوائر المتكاملة. عام 1978 عين رئيس لأحد الشركات التي تعمل في التعرف عبر موجات الراديو. ثم في 1985 أسس شركة جديدة في نفس التخصص و أسس أخرى في 1993 قامت شركت سينوبسيس (Synopsys) الشهيرة بشرائها لاحقا.


6) يوجين كلاينر (Eugene Kleiner):
حصل على بكالوريوس الهندسة الميكانيكية من نيويورك ثم الماجستير في الهندسة الصناعية من جامعة نيويورك. يوجين هو من قاد مجموعة الثمانية ليحصلوا على الدعم المادي من شيرمان شايلد (كما سنذكر فيما بعد) و تولى المهام الإدارية لفيرشايلد. و في 1968 استثمر أمواله في إنتل التي أسسها نويس و موور. و في 1972 اشترك مع شخص آخر (توم بيركينز) في تأسيس شركة رأس مال مخاطر (venture capital firm) و سموها كلاينر بيركنز و هي من أكبر الشركات الاستثمارية في وادي السيليكون حيث دعمت كبرى الشركات العالمية مثل أمازون و AOL و جوجل و نيتسكيب و سان و تاندم و غيرهم.
يوجين لديه العديد من القوانين و الحكم في إدارة المواقف و الناس أنصح القارئ بالاطلاع عليها

لن أدخل في تفاصيل كثيرة هنا عن الاثنين الباقيين لأن في الأجزاء القادمة سنعرف قصة إنتل كاملة .... سنتعرف على كيف يندمج العلم مع الإبداع مع القيادة و فنون التسويق ليأسسوا كيانا عظيما ... و إليك مختصر بسيط عنهما

7) روبرت نويس (Robert Noyce):
يلقبه البعض بعمدة وادي السيليكون و هو المؤسس الأول لإنتل و معه جوردون موور. روبرت شخصية رائعة ذكية تعشق المغامرة و عمل الأشياء الجديدة. حصل على البكالوريوس في الفيزياء و الرياضيات ثم حصل على الدكتوراة في الفيزياء من MIT عام 1953. روبرت كان بمثابة العقل و الرؤية لشركة فيرشايلد حيث يقول شيرمان فيرشايلد "الممول" أنه عندما عرض روبرت رؤيته أعجب بها و كانت لها التأثيرعلى موافقته على تمويلهم.
ثم أسس إنتل و كان السبب الرئيسي لنجاحها على حد تعبير آرثر روك (انظر الجزء الأول) لأنه ذو رؤية و قدرة على التحفيز و القيادة.
طريقة روبرت مع العاملين معه كان لها أثر كبير على عدة شركات في وادي السيليكون حيث كان يتعامل بمنطق العائلة و إنكار الذات و عدم التكلف إضافة للتشجيع و المكافأة لهم.
لنا مع روبرت وقفات كثيرة ... فهو أكبر من أن نمر علي سيرته بهذه السرعة.

8) جوردون موور (Gordon Moore):
ربما يكون موور هو الأكثر شهرة بين الثمانية كما أن الكثيرين يعرفون قانون موور للدوائر المتكاملة. لنا معه أيضا وقفات كثيرة لكن ربما نذكر بعض التعريف البسيط عنه.
حصل على بكالويوس الكيمياء من بيركلي و الدكتوراة في الكيمياة من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا عام 1954. كما عمل بعض الأبحاث ما بعد الدكتوراة في معمل الفيزياء التطبيقية في جامعة جونزهوبكنز بميريلاند. أسس مع روبرت نويس شركة انتل و كان نائب الرئيس التنفيذي حتى 1975 ثم صار الرئيس في 1975 و في 1979 رأس مجلس الإدارة و كان المدير التنفيذي للشركة ثم صار منصبه فخريا بداية من 1997.
من أروع التبرعات التي تمت في التاريخ الحديث لمؤسسة علمية هي ما قام به موور و زوجته حيث تبرعا بمبلغ 600 مليون دولار لمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في 2001 ثم 200 مليون دولار في 2007 لعمل أكبر تليسكوب ضوئي في العالم.

تعرفنا للتو على ثمانية أشخاص و مؤهلاتهم و كفاحهم و قد أدى تفاهمهم كفريق و رحلتهم في التعاون إلى أول شركة ناجحة في وادي السيليكون: فيرشايلد سيميكوندكتورز Fairchild Semiconductors. و السؤال: هل هي مصادفة؟ أم كفاح مجموعة؟ أم بيئة شجعتهم؟

نجيب في المرات القادمة بإذن الله ... و لكن قبل ذلك أود أن ألفت انتباهكم:
تغيير المجال شئ طبيعي طالما قررت أنه بغض النظر عن موقعك فإنك ستعمل الشئ المناسب و بالشكل المناسب ... اتبع دائما عاطفتك للمجال و حبك للابتكار فيه ... حتما هناك بداية النجاح!


ابقوا معنا و اكتبوا تعليقاتكم على ما قرأتموه

الاثنين، 2 ديسمبر 2013

وادي السيليكون و رأس المال المخاطر – دروس و عبر (الجزء الثاني)



قررنا المرة الماضية أن نرجع بالزمن قليلا و تحديدا إلى حفل توزيع جائزة نوبل عام 1956 حيث توج ثلاثة علماء على اختراع غير وجه العالم لما تراه الآن. الثلاثة هم ويليام شوكلي - جون باردين - والتر براتين .. أما الاختراع فهو الترانزيستور الذي بني (من الناحية العلمية) بسببه وادي السيليكون و غيره أما من الناحية الابتكارية و التمويلية فهذا حديث آخر.

بدأ شوكلي حياته في أسرة تعمل في المناجم بكاليفورنيا. و تخرج من جامعة كالتك ثم حصل على الدكتوراة من MIT. و أثناء الحرب العالمية الثانية التحق بأبحاث الرادار في ولاية نيوجيرسي حيث التحق بذلك المركز البحثي العملاق "بيل لابز Bell Labs"  و أصبح مديرا بحثيا لمجموعة فيزياء الحالة الصلبة (Solid-State Physics). أرجو من القارئ أن يقرأ عن Bell labs لأن هذا المكان عمل و خرج منه عباقرة لأجيال متتالية. المهم .. كانت مهمة هذا الفريق البحث عن بديل لما يسمى الصمام المفرغ (Vacuum tube). عندما تتعمق أكثر فيما حدث في بيل لابز ستجد أن شوكلي أحيانا اعتمد على اختراعات سابقة و أحيانا كان يعتبر نفسه و بمفرده منافسا لبقية الفريق و كان أحيانا يبقي أسرار عمل بعيد عن الفريق حتى يتأكد من استحكامه منها. المهم أن أفكار تراكمية من شوكلي و فريقه أدت إلى الترانزيستور ثم كانت جائزة نوبل. و قام شوكلي بعدها بالعمل بمفرده و استبعد المخترعين الآخرين من استكمال العمل بالرغم من أنهم جزء منه. للأسف كان شوكلي مغرورا و يحب أن ينسب الفضل لنفسه.

في نفس العام الذي حصل فيه على جائزة نوبل تم تأسيس معمل شوكلي لأشباه الموصلات في كاليفورنيا. و حاول شوكلي إقناع بعض زملائه في الساحل الشرقي (ولاية نيوجيرسي) لكي ينتقلوا لكاليفورنيا للعمل معه لكن لم يقبل أحد الانتقال خصوصا أن الساحل الشرق للولايات المتحدة كان مركز الأبحاث التقنية العالية (على عكس الآن). لذلك قام شوكلي بعمل فريق من ثمانية باحثين و مهندسين حديثي الحصول على الدكتوراة.

بدأ شوكلي يعمل على فكرة أخرى على التوازي مع الترانزيستور (و هي الصمام الثنائي Diode) و صار مفعما بالفكرة لدرجة أنه اعتبرها في نفس أهمية اختراعه السابق و جعل عمله كله سرا بعيدا عن معمله. و الأدهى من ذلك أنه خشي أن يتم انتاج الترانزيستور فيفسد عليه اختراعه الجديد.

كل تلك الصفات كانت كفيلة بأن تجعل الثمانية باحثين يتضجروا و يتركوا شوكلي ليعمل بمفرده ... و لك أنت تعلم أنهم بعدها و خلال عشرين عاما كان هؤلاء الثمانية سببا في إنشاء خمس و ستين شركة ... كل ذلك بدأ من معمل شوكلي في كاليفورنيا.

يا ترى ما هي الدروس التي يمكننا أن نخرج منها هنا؟
1) إدارة بحث ربما تنجح بأسلوب الرجل الواحد "one man show" خاصة لو كان يعمل باجتهاد
2) إدارة الفريق و الشركات لا ينفع معه سوى التفاهم والقيادة المحبة الحكيمة التي يكون بالنسبة لها تطور الآخرين جزء من تطورها و تطور المنظومة فوق الجميع
3) أن تكون لاعبا محترفا في فريق شئ ممتع ربما لم يجربه شوكلي لكن بالتأكيد جربه الغادرون الثمانية

في المرة القادمة نلتقي سويا بالغادرون الثمانية ... نتعرف على مؤهلاتهم و كفاحهم و تفاهمهم كفريق و رحلة تعاون و تمويل أدت إلى أول شركة ناجحة في وادي السيليكون: فيرشايلد سيميكوندكتورز Fairchild Semiconductors

قبل أن نترك شوكلي و أودعكم في هذا الجزء... أريدكم أن تعرفوا أن شوكلي أصبح بعد أن غدر به الثمانية بروفيسورا في جامعة ستانفورد العريقة. و قبل وفاته كان قد انفصل عن عائلته و أصدقائه باستثناء زوجته. حتى أولاده لم يعلموا بوفاته إلا عن طريق الصحف.

شوكلي كان عالما قديرا و عبقريا لكنه لم يكن صديق عمل أو شخص محبوب ... و بالرغم من هذا نجح و غير العالم ببداية هذا الاختراع ... و لأن أهل العلم يحبون العلم لذاته فقد اجتمع 30 من زملائه في ستانفورد عام 2002 يذكرون دوره الرائع في اختراع الترانزيستور و أثرة في بناء الوادي ... وادي الرمال .. أقصد السيليكون J

آخر درس هنا ... أن نحب أهل العلم لعلمهم و ليس تعصبا لانتمائاتهم السياسية أو الفكرية أو الدينية ... شئ ربما نعاني منه اليوم و نحصد آفاته غدا ... فعلينا بالتوعية!


أترككم هنا و في انتظار آرائكم و تعليقاتكم ... في أمان الله

الأحد، 1 ديسمبر 2013

وادي السيليكون و رأس المال المخاطر – دروس و عبر (الجزء الأول)


تبدأ القصة بمجموعة من الشباب - لم يكونوا بالضرورة يدركون ما يفعلون – الذي يبحث عن فرصة لم توجد بعد و هي أنهم قد يمولوا شركات مبتكرة .. و هؤلاء الشباب الذي يعدون على أصابع اليد الواحدة بدءوا ثورة رهيبة لأنهم وجدوا الفرصة فيما اعتقده الآخرون مخاطرة ... و لكن لنتحدث اليوم عن أحد أبطال القصة ... و رائد مجال "رأس المال المخاطر" .... آرثر روك



ولد آرثر عام 1926 لأب من أصل روسي و أم أمريكية و كان يعمل والده في محل لبيع الحلوى و نشأ في تلك الأسرة التي تعتبر حينها دون المتوسطة. ثم تخرج من إحدى جامعات نيويورك و عمل كمحاسبا لمدة عام ثم حصل على ماجستير إدارة الأعمال من جامعة هارفارد 1951 و عمل في إحدى شركات الأوراق المالية في نيويورك حيث كان تركيزه على جمع التمويل لشركات التكنولوجيا الصغيرة. و في عام 1957 وصلته تلك الرسالة من "الغادرون الثمانية" يطلبون منه المساعدة.

و قبل أن أذكر لكم أسماء هؤلاء و نستغرق في قصتهم و كيف وصلوا لآرثر دعوني أركز الآن على فائدتين يجب على كل منا الاهتمام بهما:
1) العلاقات بالناس.
2) التعليم

ربما يكون التعليم الجيد واضحا في سيرة آرثر و كذلك كما سنرى في سيرة شوكلي و مساعديه الثمانية (أو الغادرون الثمانية كما يلقبهم التاريخ) لكن أيضا علاقات الناس بك و علاقتك بهم ستكتشف من هذه القصة وغيرها كم هي مفيدة و قد تكون سببا في التأثير على مستقبلك و مستقبل الآخرين.

اصنع علاقات متينة و حاول أن تتعلم بشكل جيد و فعال ... و الحمد لله الآن التعليم الإلكتروني و البحث على الإنترنت سهل العديد و الكثير من الأشياء.
ربما جزءا بعد جزء تتضح الصورة ... و قبل أن أترككم هنا أريدكم أن تعرفوا أن آرثر الذي ولد لأسرة دون المتوسطة تبرع في 2003 لجامعة هارفارد بخمس و عشرين مليون دولارا ليؤسسوا في الجامعة "مركز آرثر روك لريادة الأعمال"

ألقاكم في الجزء الثاني بمشيئة الله حيث أعود بالزمن إلى الوراء قليلا حيث ويليام شوكلي مخترع الترانزيستور و الحاصل على نوبل عام 1956 هو و زميليه جون باردين و والتر براتين ... و سنتعرف على الفرق بين أن تقود معملا بحثيا و بين أن تقود شركة ...
ننتظر تعليقاتكم (هل تعرف من هم الغادرون الثمانية) و أفكاركم .. فابقوا معنا J


©  جميع الحقوق محفوظة لصاحب المدونة – و يجوز الاقتباس و استخدام المعلومات و لا يجوز بيعها أو استخدامها لأغراض تجارية

السبت، 30 نوفمبر 2013

وادي السيليكون ... و علاقته بمخاطرة رأس المال



- كيف تمت صناعة وادي السيليكون و ما أثرها في عالمنا اليوم و في المستقبل؟ و ما علاقة ذلك بالمخاطرة؟

عمل ويليام شوكلي عام 1956 على صناعة أشباه موصلات في معمله بعدما عين ثمانية مهندسين من حديثي الدكتوراة ليساعدوه في ذلك ... و بعد عام واحد تركوه و لقبوا حينها ب "الغادرون الثمانية"

و بدأ الثمانية في البحث عن عمل آخر يطبقوا من خلاله فكرتهم و كانوا حينها في الساحل الغربي من الولايات المتحدة بينما معظم أموال تلك البلاد في ساحلها الشرقي في ذلك الوقت ... قرروا أن يراسلوا بعض مكاتب البورصة هناك فلم يجب أحدا ... حتى وقعت إحدى رسالاتهم في يد ذلك الشخص الغامض "أرثر روك" ... و من هنا البداية الأولى للقصة

أقنعهم أرثر بعمل شركتهم الخاصة و أن يساعدهم في جمع دعم مادي ليبدؤوا به .... و مع مراسلة أكثر من 40 شركة كبرى كلها أجابت بالرفض لم يتسرب اليأس إليهم ... ثم جائت الفرصة المناسبة و حصلوا على دعم و أنشؤوا شركة Fairchild Semiconductors و كانت هذه البداية الثانية

و من ذلك الحين بدأ ذلك المنطق الجديد ينتشر: طرف أول مبتكر ذو فكرة تستحق الدعم ... و طرف ثاني يدعمك بالمال و ربما العلاقات

و بدأت كل الشركات التكنولوجية الكبرى من نفس التجربة

السر كله في ذلك المصطلح "Venture Capital"

و Venture تعني في اللغة المكان أو الفعل الذي به مخاطرة و جرأة
و Capital تعني رأس المال

فيكون المصطلح معناه "رأس المال المخاطر"

هذا المجال و المصطلح هو الأساس لنشأة وادي السيليكون و غيره و بسببه نرى الآن تكنولوجيا ربما لم نكن لنراها تتطور بهذه السرعة إلا في المستقبل

فمن هم رواد هذا المجال؟
و ما هي أوصافهم؟
و كيف بدؤوا و كيف استمروا؟
و كيف يختارون من يدعمونه؟ و ما علاقة ذلك بريادة الأعمال؟
و ماذا يحمل لنا المستقبل في ظل كل هذا؟


كل هذا و زيادة تجد إجابته و تفتح لنفسك آفاقا كبيرة من خلال هذا الوثائقي الرائع

http://www.hulu.com/watch/523810

و على بساطة البداية و سعي البشر نحو النجاح تذلل الصعاب و يصبح المستحيل سهلا

ستتعلم من هذا الوثائقي أشياء كثيرة رائعة و أهمها الإصرار و العلم و العمل و العزيمة هما مفتاحك لتغير العالم

استمتعوا و انشروا خصوصا أن في هذا الوثائقي جرعة مركزة من التوعية

الجمعة، 29 نوفمبر 2013

التعليم الإلكتروني... بين العلم و القوة و المستقبل


التعليم الإلكتروني... بين العلم و القوة


لا شك أن العلم بالنسبة للإنسان مثل الماء و الغذاء و يبحث عنهم الإنسان بفطرته السليمة و يحاول الحصول عليهم ... و بالتالي فهو لن يلتفت كثيرا لمصدره طالما كان مفيدا و حصل عليه بالطرق المشروعة.
لكن الفارق عن الماء و الغذاء هو أن حواسك كلها تستقبل العلم و بالتالي من المنطقي أن تتعدد وسائل تلقيه باختلاف الزمان و المكان و الإمكانيات

نبذة عن الحاضر
في العصر الحديث بدأ ما نطلق عليه التعليم الإلكتروني ... ربما البداية البسيطة في بعض الجامعات كانت أن يستخدموا كاميرات الفيديو بحيث يمكن ذلك العديد من الطلبة من خارج المدينة الجامعية على متابعة شرح الأساتذة و يحضرون فقط في وقت الامتحان.

ثم بدأ الموضوع بتجارب مثل شرح شئ بسيط و وضعه على قناة مثل اليوتيوب و لعل ذلك تطور حتى فكر الشاب سلمان خان في عمل موسوعة أكاديمية لشرح الدروس باللغة الإنجليزية و هكذا تطور الموضوع بمحاولات أخرى في مراحل أخرى مثل المراحل الجامعية الأساسية و كذلك الدراسات العليا و ربما كانت محاولة كورسيرا هي الأكثر انتشارا في الأوساط الجامعية و من أكثرها تنظيما من الناحية الإدارية و هكذا يصل الأمر الآن إلى أن تكتلات جامعية تتكون لإنشاء مثل هذه المواقع التي تخدم الطلاب في جميع أنحاء العالم طالما اجتازوا حاجز اللغة ... و تذكر كلمة "اللغة" هنا لأننا سنعود إليها.
 
ماذا نتوقع في المستقبل؟
بالتأكيد مزيد من التطور سواء في منح شهادات معتمدة في سوق العمل تغني الطالب عن شهادة جامعية محلية و كذلك تطور في أسلوب تقييم و جدية الامتحانات بحيث يتم إقناع سوق العمل و الشركات و المجتمع بأنها شهادة حقيقية ... و لذلك طرق كثير ليست هي محورنا هنا.

أتوقع شخصيا أن يكون التعليم الإلكتروني مصدر اقتصادي و سياسي و مجتمعي قوي للدول ... صحيح أن وجود مصادر متعددة هو بلا شك في مصلحة الطالب لكن ما هي اللغة التي سيتلقى بها لطالب هذا العلم و ما هي ثقافة مدرس المادة أو مدرسي المواد و الجهة التي تقوم بالتعليم ... كل ذلك سيتوارثه الطلبة و بالتالي سيكون ذلك مركز ثقل للدول على المدى المتوسط و البعيد.

أتوقع أيضا أن يتم تصميم و إنتاج تكنولوجيا جديدة و متطورة تواكب احتياج هذا السوق الضخم من طلاب العلم و سيفرز هذا التنافس و تجهيز الجهات الملقية للعلوم عن طفرات في طرق استخدام الأجهزة المتنقلة.

ربما نجد أيضا ترتيبا للجامعات دوليا بحسب جودة التعليم الإلكتروني مع معايير إضافية مثل إمكانية التفاعل الطلابي و ربما الأنشطة الطلابية في الفضاء الإلكتروني

أسئلة مفتوحة
  • ما هي التحديات و العقبات الآن بخصوص التعليم الإلكتروني و هل سنرى قريبا عمليات مقارنة فعلية بين خريجي النظام التقليدي و النظام الإلكتروني؟
  • هل يمكن أن نرى نظاما مختلطا بين النظام التقليدي و الإلكتروني يكون أكثر إبداعا و فعالية منهما مستقلين؟
  • ماذا ستكون قيمة التعليم الإلكتروني في نشر ثقافات و لغات الدول الكبرى أو التي تريد أن يكون لها تأثيرا على مجتمعات أخرى؟
  • ما الدور الذي يجب أن تلعبه مصر و الدول العربية و الإسلامية حيال هذا المجال؟ و هل سنرى جامعات إقليمية و منظمات مجتمع مدني تهتم بهذا الشأن و تعي أثره في المستقبل؟


مبادرات عربية
لست ملما بجميع المبادرات و لكن أرى مبادرة مثل "رواق" تكاد تكون نسخة كربونية من كورسيرا باللغة العربية و من جامعات عربية كذلك ... لكن إذا قامت كورسيرا بإضافة مواد باللغة العربية فماذا ستكون المقدرة التنافسية لتلك المبادرات الإقليمية؟

على أي حال ستكون إحدى نقاط التنافس بين تلك المنظمات في علو شأن الجامعات التي تدرس موادا تابعة لتلك المواد ... و المشكلة أن جامعاتنا الإقليمية لا تضاهي ذلك المستوى العالمي.

المشكلة إذن مركبة و تحتاج أولئك المبدعين الذين يفكرون بنظام و تكتيك استراتيجي يساعدهم على الانتقال إلى المستقبل و استدعاءه للحاضر ... ربما أفكار بسيطة تغيرالخريطة ... خريطة التعليم ... و التعليم الإلكتروني


الموضوع أكثر من هام و لا يجب أن يؤخذ بمنطق سطحي و لكن علينا جميعا أن ننظر ... و بعمق!


و كتبه 
خالد الأشموني
26 محرم 1435
29 نوفمبر 2013

©  جميع الحقوق محفوظة لصاحب المدونة – و يجوز الاقتباس و استخدام المعلومات و لا يجوز بيعها أو استخدامها لأغراض تجارية

الخميس، 26 سبتمبر 2013

حقائق عن التطوع

#حقائق_عن_التطوع


(1)
قد يعتقد البعض أن المتطوعين لديهم أوقات فراغ أو عندهم فضى و لأجل أنهم ناس محترمين فهم يملؤون أوقات فراغهم بالتطوع .... رأي يحترم

لكن الحقيقة أن مثل هذا التعامل مع المتطوعين (و خصوصا لو كنت مسئولا عن بعضهم) هو أكثر ما يضمن لك عدم استمراريتهم في التطوع و عدم إحساسهم بفائدته

الواقع يا سادة أن المتطوع هو شخص آمن بمهمة معينة و رأي في مجموعة ما متنفس لما يعتقد أنه سينفع به الآخرين .... هو شخص يفكر حتما في غيره مهما كانت انشغالاته و اهتماماته الأخرى

المفاجأة أن التطوع مرتبط بشدة برقي و رخاء الأفراد و يؤثر بشدة في ذلك (يمكنك الرجوع هناhttp://ashmouny.blogspot.com/2012/10/blog-post_20.html)

الاستنتاج: لا تظن أبدا أن المتطوع عنده وقت فراغ يريد أن يملأه بمهمة
إنما المتطوع عنده مهمة يريد أن يفرغ لها وقتا
(2)
تتميز الولايات المتحدة و كندا بمشاركة الشباب في التطوع في فعاليات تنموية و اجتماعية و خيرية مختلفة و تقدر قيمة الساعة الواحدة التي يبذلها المتطوع بما يجاوز ٢٠ دولارا

كم يوفر هؤلاء على أوطانهم؟ مع العلم بتجاوز عدد المتطوعين ربع التعداد السكاني * ٣ ساعات أسبوعيا على الأقل 

يا ليت قومي يعلمون!
(3)
غير المتطوعين يقولوا أن هناك احتمالية كبيرة أن يتطوعوا لو طلب منهم صديق ذلك

إذن أدعوك صديقي العزيز ان تتطوع و أمامك آلاف المبادرات لتشترك فيها... و لا تجعل الخير يقف عندك
(4)
يعطي المتطوع عادة دون انتظار مقابل .... و الواقع أن التطوع يعود عليه شخصيا بالنفع حيث يطور ذاته بطرق عديدة...فخير ما يطور القدرات و ينميها هو بذلها للآخرين
(5)
يتم تحفيز التطوع من خلال الشركات في الدول المتقدمة حيث تأخذ الشركات على عاتقها جزءا من المسؤولية المجتمعية بطرق عديدة و منها:
- توفير بعض خدماتها و منتجاتها بالمجان للمؤسسات غير الربحية 
- برنامج الدعم المادي المماثل لتبرعات العاملين بالشركة. فمثلا إذا كنت تعمل في الشركة س و تبرعت لمؤسسة غير ربحية بمبلغ معين تقوم الشركة بدفع مبلغ مماثل للمؤسسة غير الربحية
- يصل الحال ببعض الشركات أنها تدفع للمتطوع من العاملين فيها مقابل لكل ساعة يتطوع فيها

نداء لأصحاب الشركات.... عليكم دور لتحفيز التطوع في أوطاننا
(6)
القدوة في العمل التطوعي غاية في الأهمية. عود أهلك و أولادك على التطوع بانتظام و كن قدوة لهم في الالتزام بذلك. فغالبا من يتطوع أقرباؤه تزيد احتمالية تطوعه 3 أضعاف غيره.
(7)
لك سيدي الفاضل أن تعرف أن من يعطون أوقاتهم لغيرهم في مصر في ٢٠١٠ يعدلون ٦% من الشعب !!

هذا في مقابل ٣٥% في كندا - ٣٥% أمريكا - ٢٠% السودان - ٢٨% نيجيريا - ١٨% في دولة الاحتلال 

في ٢٠١٢ بقيت نفس النسبة في مصر لم تتغير ٦% و تحتل المركز ١٣١ دوليا 
هذا في مقابل ٤٢% في كندا - ٤٢% أمريكا - ٢٣% السودان - ٢٦% نيجيريا - ١٤% في دولة الاحتلال 

السؤال هنا: ما هو دوري و دورك و دورنا جميعا في زيادة أعداد المتطوعين ؟!
ربما هنا بعض الإجابة : http://ashmouny.blogspot.com/2012/10/blog-post_1580.html

مصدر الإحصائيات : http://en.wikipedia.org/wiki/World_Giving_Index


(8)
كندا: يسكنها حوالي 34 مليون نسمة و بها حوالي 12.5 مليون متطوع......يعني أكثر من ثلث السكان (42.5%) يشتركون في مهام تطوعية! 
و متوسط وقت التطوع يتراوح بين 25 إلى 30 دقيقة يوميا (أو 3.2 ساعة أسبوعيا).......
يعني ما يعادل حوالي 2.1 مليار ساعة سنويا!!! 

بمعنى آخر ما يقابل 1.1 مليون وظيفة!!!

لو فكرنا في عدد الساعات السنوية سنجده فعلا أمر مذهل و يدل على مدى العاطفة و روح المبادرة و التأثير الحقيقي الذي يجني ثماره المجتمع كله......فقط من التطوع!

هل تعلم فيما يشارك المتطوعون؟

المتطوعون في كندا يعملون و يساهمون تقريبا في كل ما يخطر ببالنا......
- وضع قوانين،
- توجيه و تدريس الكبير للصغير،
- يوصلون الطعام للمحتاجين،
- يقودون مبادرات و فعاليات واسعة في الدولة،
- يعقدون معسكرات تدريب و استطلاعات للرأي،
- يدربون الناس على الرياضة،
- يهتمون بالشوارع و المنظر العام و تزيينها،
- يقودون حملات للحفاظ على البيئة،
- يستقبلون الزوار و يرحبون بهم في بلدهم،
- يطلقون حملات لمكافحة الفقر،
- ينسقون حملات طبية للعلاج......إلى آخره مما يبذل فيه الوقت و الجهد و المعرفة.

تعالوا إلى كلمة سواء: هل يختلف منا أحد على فائدة التطوع في رقي الأمم؟!

(9)
طبقا لآخر الإحصائيات فإن الإقبال على التطوع و المشاركة الميدانية بين الشباب في مصر حوالى 3% إلى 6% بحد أقصى. 

لو أخذنا 6% في الاعتبار (1.26 مليون شاب و شابة) فإن الإحصائيات تقول أن 64% منهم (حوالي 806 ألف شاب و شابة) يعمل في الأعمال التطوعية الخيرية أو المؤسسات الخيرية و باقي النسبة (حوالي 453 ألف شاب و شابة) يعملون في الأعمال التطوعية التنموية. 

العمل التطوعي التنموي و الاجتماعي هام جدا في رقي الأمم.....و بحسبة بسيطة تجد أن النسبة المشاركة فيه حوالي 2.16% من الشباب أو حوالي 0.54% من عدد السكان....يعني تقريبا خمسة في الألف!!

هذا الموضوع طبعا تقصير من الدولة و المجتمع بشكل عام في قضية التوعية بحد ذاتها عن أهمية التطوع و ليس بالضرورة سببه التكاسل أو الخمول من الشباب.......بل على العكس.....فقد وجدنا جميعا الشباب و الشابات يتهافتون على العمل التنموي بعد الثورة المصرية و لكن سرعان ما فتر هذا الحماس لسبب أو لآخر.

(10)
للعاملين بالعمل التطوعي و خصوصا هؤلاء الذين قرروا الاستمرارية بالعمل في مؤسسات غير ربحية، إليكم 10 صفات لابد من تواجدها لنجاح و استمرارية العمل:

1. رسالة قابلة للتطبيق
2. وجود مجلس إدارة شبيه بأي منظمة ربحية
3. متطوعين و عاملين على مستوى تعليمي جيد
4. اغتنام التكنولوجيا
5. أن تكونوا رواد أعمال اجتماعيين (social entrepreneurs)
6. انحياز للتسويق
7. دعم مالي
8. التمتع بالأخلاق و المسؤولية و الشفافية
9. لديكم رؤية واضحة تريدون الذهاب نحوها
10. توفر مجموعة من السياسات الحاكمة و المنظمة

ربما نفصل كل واحدة في "بوست" منفصل إذا شاء القدير

المصدر: كتاب Mission-based management للكاتب Peter C. Brinckerhoff


(11)
التطوع حرفة ممتعة تحقق فيها طموحك أسرع و تزيد فيها مهاراتك أكثر و تعرف من خلاها أناسا لن تجدهم إلا بشق الأنفس

في النهاية ... أنت عزيزي أول المستفيدين


(12)
ذكرت قبل ذلك 10 صفات لابد من تواجدها لنجاح و استمرارية العمل التطوعي و كان أولها "رسالة قابلة للتطبيق"

لكن لماذا الرسالة تأتي أولا؟
لأنها المحرك الرئيسي لما تفعله أنت و غيرك من شركائك في التطوع...و لعل الحديث عن فائدة الرسالة يتضح في منشورات أخرى بإذن الله

لابد أن تكون الرسالة بسيطة و واضحة كما أنه يمكن تغييرها بمرونة مع تحقيق الأهداف (أو عدم تحقيقها) بحسب الموقف. كن مرنا بشكل عام لأن ما يهم الناس اليوم قد يتغير أو يعاد تشكيله غدا.

و ربما نعلم أن هناك ضوابط ثلاثة للرسالة الناجحة: القوة - التنافسية - الالتزام

"القوة":
طبعا يستحيل على منظمة واحدة فعل كل شئ و بالتالي لابد أن تنظر دائما إلى مصادر القوة و الأداء و إلا فلن تفلح في عمل شئ متقن.

"التنافسية":
ابحث جيدا عن الفرص و عن الاحتياجات. انظر حولك جيدا و حاول تستشعر ما يمكنك فعله بإمكانات ضئيلة و لكن من شأنه أن يحدث فرقا كبيرا. وضئالة الإمكانيات ليس بالضرورة أن تعني المال أو الناس و إنما قد تعني قدرتك التنافسية أو تخصصك.

"الالتزام":
أو دعنا نقل الإيمان! ما الذي تؤمن به أنت أو قياداتك في العمل التطوعي؟ فالإيمان بالرسالة يجعلك ملتزما, و لن تجد شيئا ناجحا أو متقنا إلا و تجد وراءه أشخاص ملتزمون.

و لابد للرسالة أو المهمة الناجحة أن تعكس هذه النقاط الثلاثة.

ربما لاحقا نذكر شيئا عن الصفة الثانية "وجود مجلس إدارة شبيه بأي منظمة ربحية"

دمتم بخير!
(13)
أكثر ما يجذب الناس إلى منظمة ما هو علو المعايير و الجودة التي تتحلى بها المنظمة ككل فيما تفعله و تؤديه..لأن ذلك يترتب عليه الاحترام و الإعجاب بهذه المنظمة و لو بشكل غير مباشر.


نفس الشئ ينطبق على المنظمات غير الربحية

و على القائد أو القادة وضع هذه المعايير و اتباعها و غرسها في من يعمل معهم.

لعمل مؤسسات غير ربحية ناجحة ليس مطلوبا أن يضحي الإنسان بحياته و إنما يضحي ببعض وقته مع إتقان عمله و كفاءته. 

دمتم بخير




(14)
الملايين اللي نزلت التحرير 
+ الملايين في رابعة و رمسيس و النهضة

لو تخيلنا ان اصبح هناك مشروع قومي ممكن يستغلهم

افترض أنهم ١٠ مليون * ساعتين في الأسبوع تطوع للفرد = ٥٠٠ ألف يد عاملة

ناخد طيب عشر العدد: ٥٠ ألف شخص شغالين تفرغ لمشروع قومي

فكروا بجد: نقدر نعمل إيه بخمسين ألف يد عاملة؟

نبني مدرستين في اليوم؟
نعلم ١٠ آلاف شخص ؟
نؤسس ٥ جامعات أهلية مبنية على التطوع؟

من يزود؟ 

شوية رؤية مع تكامل للجهود و إنكار ذات و إخلاص و تدريب نقدر بفضل الله نحقق الكثير

(15)
لن تشعر بكم الشيوخ و العجائز الذين يحتاجون مساعدتك 
لن تشعر بكم المرضى الذين ربما أنقذتهم توعيتك 
لن تشعر بكم الطلبة المتعطشين لعلمك 
لن تشعر بكم الباحثين الذين يريدون توجيهك 

لن تشعر بمستقبل بلد يحتاج وقتك 
لن تشعر ببناء يحتاج جهدك 

ببساطة لن تشعر بمجتمعك ..... قبل أن تتطوع

رمضان فرصتك لتبدأ ... لا تضيعها !

(16)

جائتني رسالة في العمل من أحد زملائي .... لكن ما علاقتها بالتطوع؟ و ما دلالتها؟ و كيف أثرت عليك؟

أترككم معها
-------------------------------

زملائي الأعزاء

اليوم هو آخر يوم لي معكم في الشركة.

سأغادر مجال الهندسة و سأذهب لأعمل مدرس علوم في إحدى المدارس.

ذهبت منذ سنوات قليلة مع أولادي لزيارة مركز ميرلاند للعلوم و كانت إحدى الشاشات تعرض مقابلات مع أهل العلوم و الهندسة المشهورين حيث تكلموا عن ما كان له أثر في اتجاههم لدراسة العلوم الهندسة. كلهم كانوا يقولون أن هناك شخص ما في رحلة حياتهم - تحديدا مدرس - أعطاهم الشرارة الأولى. أريد أن أكون هذا المدرس.

لن أنساكم أبدا أصدقائي الأعزاء و قد قضيت معكم 9 سنوات في الشركة. كنت قبلها صاحب شركة ناشئة لعمل الميكروبروسيسور و عملت فيها مع فريق من 70 عامل و بنينا شرائح إلكترونية من أبدع ما يمكن. ثم اشترتنا شركتنا الحالية و كبر الفريق و تطور. من بين كل الشركات الكبرى التي عملت بها هذه هي الشركة الوحيدة التي توجه بوصلتها نحو الإبداع و ليس فقط ربح المال. ستيف كان يقول أننا لابد أن نعمل الشئ الصحيح و ننتج المنتجات المذهلة التي يرغب الناس في استخدامها و من ثم يأتي المال و الربح. إنني ممتن أن توفرت لي الفرصة أن أعمل مع هذه المجموعة الموهوبة و صنعنا معا شريحة تلو الأخرى.

سأظل بالقرب منكم و سأزوركم من حين لآخر. و ربما أرى بعضكم في المدرسة يوما ما في اجتماع أولياء الأمور 



(17)

هل نفس العزيمة و الإرادة على التغيير السياسي يمكن أن تستمر لتشمل بناء كافة المناحي الحياتية؟

هل يمكن أن يكون حديث الناس على الفيس بوك متعلق بمساعدة فقير أو بناء مدرسة أو عمل ندوة أو توفير فرصة أو التطوع هنا أو هناك؟

هل نتوكل على الله حق توكله؟ إذن لرزقنا كما يرزق الطير

الاستمرارية و استقرار العزيمة و استدامتها تحد كبير ... ربنا يكرمنا جميعا و نكون أهلا لهذا التحدي مع صلاح النوايا




(18)
يستفيد المرء عادة من التطوع أشياء كثيرة و منها على سبيل المثال العلاقات الشخصية و الصحبة المميزة كما يتعلم أشياء عديدة مثل كيفية بناء الفرق و العمل الجماعي و الالتزام و هكذا

لكن ما قد لا تشعر به أثناء التطوع و يعتبر من أهم مزايا التطوع هو أنك تسرع من معدل تعلمك لخبرات ربما تقضي فيها سنوات في الحياة العملية لتتعلمها. فكأن التطوع مركبة زمنية تسبق بسببها غيرك من غير المتطوعين.

تخيل مثلا أنك قررت أن تعمل شركتك الخاصة ... ستدير بعض الأشخاص و ستقع في مشاكل و تحديات تضطر لتحلها حتى ينجح العمل

و الآن إذا كنت حديث التخرج أو لا زلت في بداية البحث العلمي أو العمل الوظيفي أو مهما كنت ... اسأل نفسك سؤالا:

أين و متى ستتاح لك الفرصة لقيادة الأفراد و رؤية مشاكل واقعية و تتحداها و تحلها مع فريق عملك؟

الإجابة: في التطوع

التطوع هو الآن فرض على كل فرد يؤمن بتطوير مهاراته و اكتساب خبرات لتنفعه و أهله و مجتمعه و وطنه و أمته

(19)
كذلك لمحاولة ضمان استمرارية العمل التطوعي هناك 3 أنواع رئيسية من التخطيط يجب توفرها

1.الخطة الاستراتيجية: خطة محددة لتحقيق هدف معين على المدى القريب أو البعيد في ضوء الإمكانيات المتاحة أو التي يمكن الحصول عليها. و تضم هذه الخطة تحليلا للمنافسين (أو من يعمل في نفس المجال) بغرض تحديد الفرص التي تساعد على تميز العمل و التهديدات المحيطة به. و يعتبر تحليل التنافس مكون أساسي من الخطة الاستراتيجية

2. خطة العمل: توضح مفهوم العمل، وتلخّص أهدافه، وتعرّف المصادر (المال والناس) التي سيحتاجها العمل، وتصف كيف سيحصل على تلك المصادر، وتخبر المخطط حول معايير نجاح العمل. ولذلك قد تكون أهم وثيقة يحضرها مؤسسو المشروع. فهي تساعد على توجيه السنوات الأولى للمؤسسة المبتدئة في الاتجاه المرغوب.

3. الخطة المالية: خطة من أجل ترتيب الإنفاق وادخار الدخل في المستقبل. هذه الخطة تخصص الدخل المستقبلي لأنواع مختلفة من النفقات، مثل الإيجار أو المرافق العامة، كما أنها تحفظ بعض الدخل في التوفيرات قصيرة ووطويلة الأمد ويمكن ان تكون الخطة المالية أيضا خطة استثمارية.

(20)
من زرع حصد ... هذا هو التطوع باختصار .. لكن أضف لذلك أن الجميع يحصد

من زرع حصد و حصدوا = التطوع
(21)
ربما نعلم الكثير عن ريادة الأعمال لكن ماذا عن ريادة الأعمال "الاجتماعية"؟

سأذكر هنا نبذة بسيطة و ربما بعض التفاصيل في منشورات متفرقة

- ما هي ريادة الأعمال و ما أهميتها بالنسبة للشركات التي تهدف للربح؟
ليس كل عمل أو شركة بها ممارسة لريادة العمل ... و يعتقد البعض خطأ أن رائد الأعمال هو بالضرورة صاحب العمل ... و الخطأ في ذلك أن ريادة الأعمال ممارسة وليست منصبا ... ممارسة أحد دعائمها الرئيسية الإبداع و الابتكار و التواصل مع العملاء و الذي يضمن استمرارية العمل و تفوقه على المنافسين و جني الربح المادي ... هذا باختصار

و نستخلص من ذلك أن الشركات الكبرى و الناجحة لابد أن تكون ريادة الأعمال ممارسة جوهرية بداخلها

- ماذا عن ريادة الأعمال "الاجتماعية"؟
بنفس المنطق ... هي ممارسة تدعمها سبل الابتكار و الابداع و التواصل لحل مشكلات جذرية في المجتمع و التأثير الإيجابي على أفراده ... و تكمن أهمية هذه الممارسة في إضفاء جدية واضحة في العمل المجتمعي و عمق الأثر الذي تحققه .... يحاول رواد الأعمال الاجتماعيون دراسة المشكلة كأن غرضهم الربح المادي بالضبط (لكن طبعا هو ربح مجتمعي بالدرجة الأولى) و تكوين هيكلية عمل و آليات تضمن نجاح و استمرارية العمل المنشود.

فائدة ريادة الأعمال الاجتماعية كبيرة للمجتمع من جميع النواحي لأنها تخلق نوعا من التنافس بين فاعلي الخير بأن يفعلوه باحتراف و يقيسوا هذا النجاح كما تحفز الشباب على المشاركة المجتمعية من خلال عمل مؤسسي غير تقليدي ... فعندما تتطوع في مكان دعامته آليات الابتكار و تشعر أن أفكارك لها قيمة سيكون ذلك دافعا خارقا لك ... و خاصة حين تعلم أنك أول المستفيدين

انتظروا الحلقة القادمة عن ريادة الأعمال الاجتماعية و بعض الإحصائيات الدولية