ملخص بسيط للجزئين السابقين من هذه السلسلة:
كنا قد تحدثنا في
الجزئين الماضيين عن مقارنة بسيطة بين كندا و مصر بخصوص العمل التطوعي التنموي و
رأينا أن أكثر من 40% من الناس يتطوعون لبناء بلدهم في كندا و طبعا النسبة أكبر في
الشباب......بينما في مصر فإن النسبة لا تكاد تجاوز 0.5% من الناس أو 2.2% من الشباب
مع أن المجتمع المصري مجتمع شاب أو فتيّ. و لذلك فإننا لا نحتاج لأي جهد حتى نعلم
أن هناك مشكلة في الوعي العام و للدولة و الأسرة دور هام في ذلك.
و حتى نفصل بين
التطوع في عمل تنموي و التطوع في عمل خيري وضحنا ذلك بمثالين لجمعيتين مشهورتين في
مصر: الأولى هي جمعية نهضة المحروسة و الثانية هي جمعية رسالة. و في الجزء الثاني
من هذه السلسلة لخصنا رؤية الدول المتقدمة للتطوع التنموي الاجتماعي و كيف أن
الحكومات تعول على منظمات المجتمع المدني الكثير من مهام التنمية و تطوير
المجتمع.....فما بالنا بالدول النامية مثل مصر.
ثم ذكرنا مثالا
لدراسة نشرت في مجلة الصحة و السلوك الاجتماعي الأمريكية و قد توصلت
إلى أن العمل التطوعي يحسن من جميع الأوجه الستة للرفاهية الفردية و
هي: السعادة – الرضا – احترام الذات – الشعور بالتحكم في الحياة – الصحة
البدنية – قلة الاكتئاب. ليس هذا فقط...بل تم إثبات أيضا أن الأفراد الأكثر
سعادة يستثمرون أوقات أطول في الخدمات التطوعية.
ثم سألنا عدة
أسئلة مفتوحة لنستفهم عن سبب عزوف الشباب عن العمل التطوعي و عن وعي الدولة بأهمية
هذا العمل لتطوير كوادر شابة عندها من قدرات القيادة و الإرادة و الإبداع و اتخاذ القرار
ما يخدمها عند الاحتكاك بالمجال العملي. و كان المفترض أن يكون الجزء الثالث عن
معوقات العمل التطوعي و لكن إيثاراللإيجابية قررنا أن نجعل عنوان الجزء الثالث هو المقومات و ليس المعوقات.
مقومات و توصيات لنشر و تفعيل دور العمل التطوعي
المقوم العام هو
أن يتحمل كل طرف في المجتمع مسئوليته تجاه العمل التطوعي و سنذكر هنا باختصار
تصنيفا ببعض هذه المسئوليات و المقومات المندرجة تحت كل منها:
أولا: المسئولية الحكومية:
·
زيادة الوعي و الإدراك عند المختصين في الدولة بدور منظمات المجتمع
المدني و تسهيل عملها
·
سن القوانين – و خصوصا في الجامعات و المدارس – التي تشترط عدد ساعات
تطوعية قبل التخرج
·
وضع أطر واضحة للعمل التطوعي و ما يندرج منه تحت التنمية الاجتماعية
و مصادر التمويل المتاحة
·
وضع مواد تعليمية واضحة لتعريف الطلبة منذ المرحلة الابتدائية حتى
الجامعية بالتطوع و مؤثراته.
·
تعزيز القدرة على الاندماج و التفاعل بين الأفراد من خلال دعم
المشاريع المشتركة في المدارس و الجامعات و الأحياء
·
تحديد و إزالة المعوقات سواء المادية أو الإدارية
ثانيا: المسئولية الإعلامية:
·
زيادة الاهتمام الإعلامي المرئي و المسموع بهذه القضية و عدم حصره في
القضايا السياسية و الرياضية
·
إقامة الندوات التوعوية و التحفيزية و إذاعتها عبر وسائل إعلامية
مختلفة
·
نشر الدراسات العلمية التي توضح أثر الأعمال التطوعية على الصحة
العامة و الرفاهية المجتمعية و الاقتصاد
·
تفعيل دور المؤسسات التعليمية و دور العبادة و النوادي الاجتماعية و
الرياضية في نشر التوعية بالعمل التطوعي
·
عمل نشرات دورية عن أعمال تطوعية ناجحة و أثرها في المجتمع
ثالثا: المسئولية المؤسسية و التنظيمية:
· عمل برامج قوية ذات رؤية لإدارة
عملية التطوع و لابد أن تشمل نظم خاصة بالمتابعة و التنمية البشرية و التدريب و
التحفيز و المكافأة للمتطوعين
· رفع كفاءة المؤسسات التطوعية من
خلال البرامج المدروسة و الرؤية و الاستراتيجيات الواضحة
· زيادة عدد المؤسسات التنموية و
تسهيل عملها و إمدادها بالامتيازات
· تفعيل الشراكات بين منظمات المجتمع
المدني و خاصة ذات الأهداف المتقاربة أو المتكاملة
· تبني برامج تعليمية لريادة الأعمال
الاجتماعية و تشمل خبرة عملية للمتطوعين كجزء منها
· التنافس التطوعي بين المنظمات و
المؤسسات المختلفة مما يساعد على رفع كفاءة التطوع و المتطوعين
· الشفافية في جميع النواحي المادية
منها و غيرها
· تفعيل الأدوار القيادية للشباب و
المتطوعين داخل المؤسسات و المنظمات و مشاركتهم في صنع القرار
رابعا: المسئولية الأسرية و المجتمعية:
· التربية الدائمة للأطفال على
المساعدة في أعمال المنزل و أنشطة النوادي و المدارس
· تحفيز الأطفال على الألعاب ذات
المهارات الجماعية و تجنب الألعاب التي ينعزل الطفل بسببها
· التحفيز الدائم من الوالدين و أن
يكونوا كأشخاص متطوعين في أعمال تنموية و يصطحبون فيها أولادهم
· إحداث نوع من التنافس بين الأطفال
في الأسرة الواحدة أو في الحي الواحد و عمل جوائز لأكثر الأطفال تطوعا
· تفعيل دور مراكز الشباب و عمل
دورات للتنمية البشرية بداخلها
· تعزيز قيم الانتماء و القيادة عند
الأطفال وغرس القيم الأخلاقية و الإيمانية عن قضايا التطوع من خلال الأسرة و دور
العبادة
خامسا: المسئولية الفردية:
· تفعيل روح المبادرة و التفائل و
التفكير الإيجابي
· المشاركة في الأعمال التطوعية
التنموية و الالتزام بها كأي عمل آخر
· تفريغ عدد ساعات أسبوعي لعمل تطوعي
تنموي
· الشفافية و الصراحة دائما مع
قيادات العمل التطوعي في حالة وجود أي مشكلات أو معوقات
· الحرص على الإيجابية و تبليغ الرأي
دائما و بكل الوسائل المشروعة و المشاركة في استطلاعات الرأي
· الاهتمام بمتابعة القضايا
المجتمعية و الإنسانية و غيرها
· الاهتمام بمهارات القراءة السريعة
و التعليم و التثقيف الذاتي و الاطلاع
· الحرص على العمل كفريق و عدم
الانعزال
· الحرص على تعلم قيم الحوار و العمل
المشترك و احترام الآخر
و في الجزء
الرابع من هذه السلسلة سأنشر بإذن الله بحثا مستفيضا عن العمل التطوعي و علاقته
بالرفاهية الفردية و الصحة العامة ثم أبدأ سلسلة أخرى بإذن الله بعنوان "نحو إدارة ناجحة لعملية التطوع" و هي سلسلة مفيدة من الناحية
الإدارية و الريادية نحو مجتمع أفضل.
و نرجو لمن عنده
مقترحات أو أفكار لنشر التطوع و مقوماته أن يكتب ذلك في التعليقات أو يرسل لنا عبر
بريدنا الإلكتروني: info@egyptscholars.org
و إلى أن ألقاكم
مجددا أترككم في رعاية الله و أمنه.....
خالد الأشموني
20 أكتوبر ٢٠١٢ / 4 ذو الحجة ١٤٣٣
© جميع الحقوق محفوظة لصاحب المدونة – و يجوز الاقتباس و استخدام المعلومات و لا يجوز بيعها أو استخدامها لأغراض تجارية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق