الجمعة، 29 نوفمبر 2013

التعليم الإلكتروني... بين العلم و القوة و المستقبل


التعليم الإلكتروني... بين العلم و القوة


لا شك أن العلم بالنسبة للإنسان مثل الماء و الغذاء و يبحث عنهم الإنسان بفطرته السليمة و يحاول الحصول عليهم ... و بالتالي فهو لن يلتفت كثيرا لمصدره طالما كان مفيدا و حصل عليه بالطرق المشروعة.
لكن الفارق عن الماء و الغذاء هو أن حواسك كلها تستقبل العلم و بالتالي من المنطقي أن تتعدد وسائل تلقيه باختلاف الزمان و المكان و الإمكانيات

نبذة عن الحاضر
في العصر الحديث بدأ ما نطلق عليه التعليم الإلكتروني ... ربما البداية البسيطة في بعض الجامعات كانت أن يستخدموا كاميرات الفيديو بحيث يمكن ذلك العديد من الطلبة من خارج المدينة الجامعية على متابعة شرح الأساتذة و يحضرون فقط في وقت الامتحان.

ثم بدأ الموضوع بتجارب مثل شرح شئ بسيط و وضعه على قناة مثل اليوتيوب و لعل ذلك تطور حتى فكر الشاب سلمان خان في عمل موسوعة أكاديمية لشرح الدروس باللغة الإنجليزية و هكذا تطور الموضوع بمحاولات أخرى في مراحل أخرى مثل المراحل الجامعية الأساسية و كذلك الدراسات العليا و ربما كانت محاولة كورسيرا هي الأكثر انتشارا في الأوساط الجامعية و من أكثرها تنظيما من الناحية الإدارية و هكذا يصل الأمر الآن إلى أن تكتلات جامعية تتكون لإنشاء مثل هذه المواقع التي تخدم الطلاب في جميع أنحاء العالم طالما اجتازوا حاجز اللغة ... و تذكر كلمة "اللغة" هنا لأننا سنعود إليها.
 
ماذا نتوقع في المستقبل؟
بالتأكيد مزيد من التطور سواء في منح شهادات معتمدة في سوق العمل تغني الطالب عن شهادة جامعية محلية و كذلك تطور في أسلوب تقييم و جدية الامتحانات بحيث يتم إقناع سوق العمل و الشركات و المجتمع بأنها شهادة حقيقية ... و لذلك طرق كثير ليست هي محورنا هنا.

أتوقع شخصيا أن يكون التعليم الإلكتروني مصدر اقتصادي و سياسي و مجتمعي قوي للدول ... صحيح أن وجود مصادر متعددة هو بلا شك في مصلحة الطالب لكن ما هي اللغة التي سيتلقى بها لطالب هذا العلم و ما هي ثقافة مدرس المادة أو مدرسي المواد و الجهة التي تقوم بالتعليم ... كل ذلك سيتوارثه الطلبة و بالتالي سيكون ذلك مركز ثقل للدول على المدى المتوسط و البعيد.

أتوقع أيضا أن يتم تصميم و إنتاج تكنولوجيا جديدة و متطورة تواكب احتياج هذا السوق الضخم من طلاب العلم و سيفرز هذا التنافس و تجهيز الجهات الملقية للعلوم عن طفرات في طرق استخدام الأجهزة المتنقلة.

ربما نجد أيضا ترتيبا للجامعات دوليا بحسب جودة التعليم الإلكتروني مع معايير إضافية مثل إمكانية التفاعل الطلابي و ربما الأنشطة الطلابية في الفضاء الإلكتروني

أسئلة مفتوحة
  • ما هي التحديات و العقبات الآن بخصوص التعليم الإلكتروني و هل سنرى قريبا عمليات مقارنة فعلية بين خريجي النظام التقليدي و النظام الإلكتروني؟
  • هل يمكن أن نرى نظاما مختلطا بين النظام التقليدي و الإلكتروني يكون أكثر إبداعا و فعالية منهما مستقلين؟
  • ماذا ستكون قيمة التعليم الإلكتروني في نشر ثقافات و لغات الدول الكبرى أو التي تريد أن يكون لها تأثيرا على مجتمعات أخرى؟
  • ما الدور الذي يجب أن تلعبه مصر و الدول العربية و الإسلامية حيال هذا المجال؟ و هل سنرى جامعات إقليمية و منظمات مجتمع مدني تهتم بهذا الشأن و تعي أثره في المستقبل؟


مبادرات عربية
لست ملما بجميع المبادرات و لكن أرى مبادرة مثل "رواق" تكاد تكون نسخة كربونية من كورسيرا باللغة العربية و من جامعات عربية كذلك ... لكن إذا قامت كورسيرا بإضافة مواد باللغة العربية فماذا ستكون المقدرة التنافسية لتلك المبادرات الإقليمية؟

على أي حال ستكون إحدى نقاط التنافس بين تلك المنظمات في علو شأن الجامعات التي تدرس موادا تابعة لتلك المواد ... و المشكلة أن جامعاتنا الإقليمية لا تضاهي ذلك المستوى العالمي.

المشكلة إذن مركبة و تحتاج أولئك المبدعين الذين يفكرون بنظام و تكتيك استراتيجي يساعدهم على الانتقال إلى المستقبل و استدعاءه للحاضر ... ربما أفكار بسيطة تغيرالخريطة ... خريطة التعليم ... و التعليم الإلكتروني


الموضوع أكثر من هام و لا يجب أن يؤخذ بمنطق سطحي و لكن علينا جميعا أن ننظر ... و بعمق!


و كتبه 
خالد الأشموني
26 محرم 1435
29 نوفمبر 2013

©  جميع الحقوق محفوظة لصاحب المدونة – و يجوز الاقتباس و استخدام المعلومات و لا يجوز بيعها أو استخدامها لأغراض تجارية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق