هذه سلسلة أتحدث فيها عن عظماء أثروا في حياتي و قدوات أحتذي بهم في جوانب و تخصصات معينة.....تأثرت بهم أيما تأثر و منهم المسلمين و غير المسلمين - من العرب و العجم - من الشرق و الغرب. تعلمت منهم كثيرا، منهم من قابلتهم شخصيا و منهم من أرجو لقاءهم و منهم من يستحيل لقائهم في الدنيا الفانية.
أبدأ حديثي في هذه السلسلة عن أعظم شخص عرفته على الإطلاق.... فهو حبيبي و قرة عيني و قدوتي المطلقة...و أرجو الله أن يجمعني به في الفردوس الأعلى و جميع المسلمين.....إنه خاتم الأنبياء و إمام المرسلين...محمد صلوات ربي و سلامه عليه و على آله و صحبه و سلم.
أنا لم أتقن دراسة سيرته صلى الله عليه و سلم, لكن ثمة أحاديث و مواقف أعلمها جيدا يتبين المرء من خلالها الطريق المستقيم...طريق النجاح في الدنيا و الآخرة....
يقول الله تعالى في سورة الجمعة: هو الذي بعث في الأميين رسولا يتلوا عليهم آياته و يزكيهم و يعلمهم الكتاب و الحكمة و إن كانوا من قبل لفي ضلال مبين
لما الواحد ينظر إلى الحياة و تاريخه فيها يرى فعلا و يفهم أثر قوله سبحانه و تعالى....فلولا إرساله محمد صلى الله عليه و سلم لكنت في ظلمة الجهل و أعني هنا الجهل بالله و ما يريدني أن أفعله من إيمان و إعمار في الأرض....فنحن خلفاء الله في أرضه
و الجهل بالله و بمراده هو أعتى أنواع الجهل الذي لا تنفع معه شهادات الدنيا و لا جوائزها
و لأن الهدف الأسمى في حياتي يأتي من الدين (و أسأل الله الإخلاص فيه) فكان أعظم من تأثرت و أتأثر به هو رسول الله.....
إضافة للتأثر بمواقفه المختلفة و أخلاقه و رسالته صلى الله عليه و سلم...تظل صفة الرحمة هي بالنسبة لي الأساس...الرحمة بالخلق: إنسان أو حيوان
و الرحمة هنا تدفعني إلى الشعور بالتقصير تجاه شعوب لم تسمع عن الإسلام أو مجرد معرفة سطحية و ربما صورة مشوهه.....و الرحمة تشعرني بمدى الدور المتدني الذي يساهم فيه مثلي في توعية المسلمين أنفسهم....
ستظل تلك القصة تتملكني عندما مرت جنازة يهودي فقام لها صلى الله عليه و سلم, فلما سألوه قال: أليست نفسا......كان صلى الله عليه و سلم يحزن عندما تتفلت منه نفسا ماتت قبل أن تؤمن برسالته
الرحمة اختصها رب العزة تبارك و تعالى دون غيرها عندما قال: و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين
إذا رأيت الناس من مشارق الأرض و مغاربها يشيدون برسول الله صلى الله عليه و سلم كأعظم قائد عرفته البشرية...فاعلم أن الرحمة من أمتن الصفات التى تؤدي إلى ذلك...
لكن حذاري أن تفهم الرحمة أنها ضعف في الشخصية أو حيدة عن المبادئ كما يفعل البعض هذه الأيام و الله المستعان..
و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين.....رسالة أود أن يهديني الله تعالى لفهمها و تطبيقها على الوجه الذي يرضيه.....اللهم آمين
انتظروني في المقال القادم إن شاء الله و أنا أتحدث عن عظيم آخر في حياتي
خالد الأشموني
19 صفر 1434
1 يناير 2013
© جميع الحقوق محفوظة لصاحب المدونة – و يجوز الاقتباس و استخدام المعلومات و لا يجوز بيعها أو استخدامها لأغراض تجارية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق